“إنّ الله يحبّ المتواضع، لأنّ المتواضع يعيش في الواقع”. هذا ما أكّده واعظ الدار الرسولية الأب رانييرو كانتالاميسا مضيفاً: “المتواضع إنسان حقيقي وأصيل”.
في التفاصيل، وضمن عظته الثالثة الخاصة بالصوم، بناء على ما نقلته لنا الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت، تكلّم الأب كانتالاميسا صباح اليوم من كنيسة “أمّ المخلّص” عن التواضع المسيحي، متأمّلاً في كلمات القديس بولس: “لا تقدّروا أنفسكم كثيراً”.
وأشار الواعظ إلى أنّ الله “يعاقب الكبرياء، لأنّ الكبرياء، وقبل أن يكون تعجرفاً، إنّما هو كذبة. وفي الواقع، كلّ ما ليس تواضعاً في الإنسان، هو كذبة”.
ثمّ تابع شرحه قائلاً “إنّ المسيحية أدخلت المبدئين الأساسيّين اللذين يسمحان بإقران التواضع بالحقيقة: فكرة الخلق، ومبدأ الخطيئة البيبليّ”.
كما وذكر الكاهن رسالة القديس بولس الثانية إلى أهل كورنثوس (12: 7): “لئلّا أنتفخ بالكبرياء من عظمة ما انكشف لي، أُصبتُ بشوكة في جسدي وهي كرسول من الشيطان يضربني لئلّا أتكبَّر”، شارحاً: “نجهل ما كانت تلك الشوكة ورسول الشيطان بالنسبة إلى بولس لكنّنا نعرف جيّداً ما هما بالنسبة إلى كلّ منّا. فجميع مَن يرغبون في أن يتبعوا الرب وأن يخدموا الكنيسة يختبرون ذلك: إنّها أحداث مُخجِلة تُعيدنا غالباً، وأحياناً نهاراً وليلاً، إلى الواقع القاسي الذي نحن عليه. قد يكون ذلك عَيباً أو مرضاً أو ضعفاً أو عدم قدرة يتركه لنا الرب، على الرغم من كلّ صلواتنا”.
ثمّ أكّد كانتالاميسا أنّ “التجربة التي تلازم الإنسان وتذلّه قد تكون تجربة كبرياء: “شخص نجد أنفسنا مجبرين على العيش معه. وعلى الرغم من استقامة النيّة من قِبل الطرفين، يكون الأمر شوكة في الجسد تتمتّع بقدرة تجريد الإنسان”.
وختم الأب كانتالاميسا عظته باقتباس من المزمور 130: “يا ربُ، لا يتكبّر قلبي، ولا تستعلي عيناي، ولا أتهالك على ما هو أعظم وأحبُّ منّي. بل أُهدّىء نفسي وأُسكِتُها مثل مفطوم في حضن أمّه”.