“إنّ المُعرِّف مدعوّ إلى أن يكون رجل إصغاء: الإصغاء البشريّ للتائب، والإصغاء الإلهي للروح القدس”. هذا ما أكّده البابا فرنسيس لدى استقباله المشاركين في الدورة التاسعة والعشرين حول الحُكم والتمييز الداخلي، يوم الخميس 9 آذار 2018 في قاعة بولس السادس.
نشير هنا، بناء على ما ورد في مقال أعدّته الزميلة إيلين جينابا من القسم الفرنسي في زينيت، أنّ الدورة جرت في روما بين 5 و9 آذار الحالي، وتحديداً في قصر دائرة الختم الرسولي. كما وأنّ الدورة صوّبت أنظارها نحو السينودس المقبل حول الشباب، ومسألة العلاقة بين سرّ الاعتراف وتمييز الدعوة.
وأضاف الأب الأقدس في كلمته التي ألقاها على مسامع زوّاره أنّه “على المُعرِّف أن يجيد الإصغاء إلى الأسئلة قبل تقديم الأجوبة، وأن يبحث عن طرح أسئلة أصيلة، خاصّة وأنّه عبر إصغائه للروح القدس، يكون يصل التائب مع الله بذاته”.
في السياق عينه، أشار الحبر الأعظم أيضاً إلى أنّه على المُعرِّف أن يكتشف “بُعد أداة كهنوته”، شارحاً أنّه “ليس مصدر الرحمة ولا النعمة، بل هو الأداة الأساسية لهما فقط…”
وختم الحبر الأعظم قائلاً: “عندها، يمكن للاعتراف أن يصبح مناسبة مميّزة للاتفاق على لقاء، بهدف إصغاء التائب والمعرِّف لمشيئة الله”، وداعياً المعرّفين إلى أن يحترموا على الدوام ضمير وحرية من يقتربون من سرّ المصالحة، وأن يعهدوا بهم إلى “مَن هي ملجأ الخطأة وأمّ الرحمة”.