هل تشعر بالتسمّم؟ بالحزن؟ هل تشعر بأنّ حياتك لا تسير على ما يرام وبأنّ الأمراض والمصاعب تشوبها؟… أنظر إلى المصلوب”. هذا ما قاله البابا فرنسيس اليوم أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا في 20 آذار 2018.
علّق على القراءة الأولى (عدد 21: 4 – 9) حيث تكلّم الشعب على الله وعلى موسى عندما عاش اليأس أتت حيات نارية فلدغت الشعب ومات قوم كثيرون من إسرائيل. وشدد البابا على أنّ الشعب نسي “قوة الرب التي حرّرتهم من أرض العبودية”. لم يحتمل الشعب عناء السفر فمرضت ذاكرتهم. وحذّر البابا من الذاكرة المريضة والحنين المنحرف مشيرًا إلى الأوهام التي يحملها الشيطان: يجعلنا نرى جمال شيء تركناه وتبنا عنه عندما يتملّك اليأس في مسيرتك وأنت لا تزال في طريقك إلى الأرض التي وعدك بها الرب”.
“إنّ هذا الطبق الذي كنت تتناوله كان أفضل إنما لا تنسَ أنك كنتَ تتناوله على مائدة العبودية!” يشبه هذا الأمر مسيرة الصوم نوعًا ما، لأن الحياة هي كمسيرة الصوم نجد فيها التجارب وتعزيات الرب، نجد المنَّ والماء… والتحسُّر على خيرات العبوديّة. هذه الخبرة نعيشها جميعنا نحن الذين نريد إتباع الرب ولكننا نتعب، لكنَّ الأسوأ هو أن الشعب قد تكلّم على الرب، والكلام على الرب يُسمّم النفس والقلب، وهذه الأفاعي التي كانت تلدغ الشعب كما تخبرنا القراءة الأولى هي العلامة لهذا التسمُّم وغياب الثبات في إتباع مسيرة الرب.
ثم أعطى البابا مفتاح خلاصنا وصبرنا في مسيرة الحياة، المفتاح من أجل تخطّي صحاري حياتنا: أنظروا إلى المصلوب… أنظروا إلى يسوع المصلوب… أنظر إليه… أنظر إلى جراحاته وادخل فيها ومن خلالها شفينا”.
“هل تشعر بالتسمّم؟ بالحزن؟ هل تشعر بأنّ حياتك لا تسير على ما يرام وبأنّ الأمراض والمصاعب تشوبها؟… أنظر إلى المصلوب… بالأخص في الأوقات التي نتعب فيها من مسيرة الحياة”.
في هذه الأوقات التي نقول فيها: “كفى!” أتوقّف وأعود إلى الوراء!” يجب أن ننظر إلى المصلوب المشوّه والحقيقي لأنَّ الفنانين قد رسموا ونحتوا المسيح المصلوب بشكل فنيٍّ وجميل وهذا ليس أمرًا سيئًا لأنها إشارة لمجد الصليب: مجد القيامة؛ ولكن عندما تشعر بالحزن واليأس أنظر إلى المصلوب قبل المجد. وخلص الأب الأقدس إلى القول علِّموا أطفالكم أن ينظروا إلى المصلوب وإلى مجد المسيح. ولكن علينا نحن أيضًا في الأوقات الصعبة وعندما يتملّك اليأس قلوبنا أن ننظر إلى المصلوب وإلى جراحه، إلى المسيح المرفوع كتلك الحيّة في الصحراء والذي أخلى ذاته ليتغلّب على كلِّ شيء. لتعلِّمنا كلمة الله اليوم هذه المسيرة، أي النظر إلى المصلوب لاسيما عند الصعوبات وعندما نتعب من مسيرة الحياة.