“أيّ شيء قد نرغب فيه أكثر من حبّ الله العميق لكلّ واحد منّا؟”
هذا ما أشار إليه البابا فرنسيس مجدداً اليوم خلال عظته الصباحية التي ألقاها من دار القديسة مارتا، بحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
في التفاصيل، مُعلِّقاً على الصلة بين الله وإبراهيم من القراءة الأولى (بحسب الطقس اللاتيني) من سفر التكوين (17 : 3 – 9)، أكّد الأب الأقدس أنّه لا يمكن لله أن ينكرنا وأنّه ينتظرنا دائماً، وأنّه يحبّنا حبّاً نابعاً من الحشا.
وأضاف أنّ “حبّ الله هو كحبّ أمّ: إنّ الله لا ينسانا. أبداً! لا يمكنه ذلك، فهو مخلص لهذا التحالف معنا، ممّا يزوّدنا بالأمان… يمكن لكلّ واحد منّا أن يقول: “لكنّ حياتي سيّئة… أنا أواجه تلك الصعوبة… أنا خاطىء…” والجواب سيكون: إنّه لا ينساك، لأنّ حبّه لك ينبع من الحشا، فهو أب وأمّ”.
وتابع الحبر الأعظم عظته مُصرّاً: “لا يمكن لله المخلص أن ينكر ذاته، لا يمكنه أن ينكرنا، لا يمكنه أن ينكر حبّه، لا يمكنه أن ينكر شعبه، ولا يمكنه أن ينكر أنّه يحبّنا. هذا هو إخلاص الله”.
في هذا السياق، دعا البابا المؤمنين إلى الاقتراب من سرّ الاعتراف للقاء هذا الحبّ: “عندما نقترب من سرّ المصالحة، أرجوكم ألّا تعتقدوا أنّكم تذهبون إلى المصبغة لإزالة البُقع. لا، بل نحن نذهب للحصول على معانقة حبّ من الله المخلص الذي ينتظرنا دائماً… دائماً”.
وختم أسقف روما عظته قائلاً: “الله مخلص وهو يعرفني. لن يتركني أبداً لوحدي. فهو يمسك بيدي، فما الذي أريده بعد؟ ماذا عليّ أن أفعل؟ فلأتهلّل برجاء، لأنّ الرب يحبّني كأب وكأمّ”.