“إنّ ثمر الروح هو الطهارة”: من هذا المبدأ انطلق الأب رانييرو كانتالاميسا بتأمّله الخامس الخاص بالصوم، والذي ألقاه على مسامع البابا فرنسيس وأعضاء الكوريا الرومانية في كنيسة “والدة المخلّص” في القصر الرسولي، بحسب ما أورده القسم الفرنسي من فاتيكان نيوز.
وبهذه العظة، يكون واعظ الدار الرسولية قد ختم تأمّلاته حول موضوع “البسوا الرب يسوع المسيح: القداسة المسيحية بحسب القديس بولس”، متوقّفاً عند “الفجور الجنسي” الذي تطرّق إليه القديس، قائلاً إنّ “سلاح النور الذي ليس إلّا الطهارة، هو ما يواجه ذاك الفجور. أمّا الطهارة فنصل إليها إن لبسنا الرب يسوع المسيح”.
“ويضيف القديس بولس أنّه ليس مشروعاً أن يسلّم الإنسان نفسه للفجور، وليس مشروعاً أن يبيع نفسه، وذلك لسبب بسيط هو أننا لسنا لأنفسنا، بل للمسيح”.
الطهارة المسيحية ومُلك يسوع على الإنسان
وتابع كانتالاميسا شرحه قائلاً: “إذاً، الطهارة المسيحية لا تكمن في “سيطرة العقل على الغرائز”، بل في “سيطرة المسيح على الإنسان والعقل والغرائز”. وهذه السيطرة لا ترتكز على ازدراء الجسد، بل على احترام كرامته، خاصّة وأنّ الطهارة هي أسلوب حياة. والطهارة تعني طهارة الجسد والقلب والفم والعينين والنظرة. لذا، يعتبر القديس بولس الطهارة “سلاح نور”، على عكس النزعة الحالية التي تميل للانتقاص من وطأة الخطايا ضدّ الطهارة”.
اليوم، يتمّ القضاء على العائلات باستخفاف
كما وأشار الواعظ إلى أنّ المجتمع المعاصر غارق في الوثنيّة وتأليه الجنس، “بحيث أننا نحاول تبرير أيّ “انحراف”، بحجّة أنّه ليس عنفاً ولا يطال حرية الآخرين”.
“من ناحية أخرى، يتمّ القضاء على العائلات باستخفاف تام ويُقال: “أين الضرر؟ يحقّ لي بأن أكمل حياتي وأجد سعادتي”. بلا شكّ، هناك بعض الأحكام التي يجب النظر فيها… لكن هذا لا علاقة له ببعض النظريّات التي تميل إلى نكران معايير الأخلاق الجنسية”.
الفضائح اليومية
وختم الواعظ كلمته بالقول: “إن تفحّصنا ما يُدعى “بالثورة الجنسيّة”، ندرك أنّها ليست ثورة ضدّ الماضي، بل ثورة ضدّ الله، وأحياناً ضدّ الطبيعة البشريّة. لم يعد النشاط الجنسيّ مسالِماً، بل أصبح قوّة مُهدِّدة ضدّ شريعة الله تُضرّ بإرادتنا الخاصّة. والفضائح اليومية التي تضمّ حتّى رجال كهنوت تذكّر بهذا الواقع الأليم”.
ودعا واعظ الدار الرسولية إلى “استقبال نداء الروح القدس لنشهد في عالم البراءة الأساسي للمخلوقات والأشياء، ولنكسر “ثمالة الجنس” تلك، بهدف إعادة ذكرى البراءة والبساطة إلى ذهن الإنسان”.