في المسيح المعرّى من ثيابه، ترى غريتا جيليو، البالغة من العمر 18 عامًا “المهاجرين الذين فقدوا كل شيء والذين تمّت تعريتهم حتى من كرامتهم”. إنها طالبة في الليسيه الكلاسيكي ألبيرتي في روما وهي واحدة من بين الكتاب الذين أعدّوا نصوص درب الصليب الذي سيُحتفل به يوم الجمعة العظيمة في 30 آذار 2018 في الكوليزيه بطلب من البابا فرنسيس.
في الواقع، إنّ التحضيرات لتأمّلات درب الصليب قد أوكلت إلى مجموعة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 16 و20 عامًا وقد نسّق النصوص الكاتب والبروفيسور أندريا موندا. وفسّر: “إنهم وحدهم في عالم يهددهم بالرسائل والصور وهم بحاجة إلى بالغين صادقين يعلمون كيفية الإصغاء إنما يفسحون لهم المجال للتعبير”.
أربع فتيات من الصف الثانوي الثالث يفسّرن عن وجهة نظرهنّ في آلام المسيح في 14 مرحلة من درب الصليب. غريتا جيليو التي تأمّلت بالمرحلة العاشرة حيث يُعرّى المسيح من ثيابه قبل الصلب، شددت على المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا “محرومين من المأوى ومن ممتلكاتهم وعندما يصلون إلى هنا، يُحرَمون من كرامتهم”.
سيسيليا نارديني التي كتبت المرحلة السادسة “فيرونيكا تمسح وجه يسوع” تشير إلى أنّ المرأة على طريق الجلجلة لا تعير أي انتباه لوجه المسيح المشوّه بل تساعده، بينما في عالم اليوم نحكم على المظاهر.
صوفيا روسو التي تأمّلت بلقاء يسوع بالنسوة (المرحلة الثامنة) تخبر بأنها لا تحبّ نقص الوضوح بينما “تعبّر عن تأثّرها برؤية المسيح “يحذّر النسوة، ليس ليحكم عليهنّ بل حتى يساعدهنّ على اتخاذ المسار الصحيح”.
وفي الختام، غريتا ساندري التي تأمّلت بالمسيح المعلّق على الصليب في المرحلة الحادية عشر والتي طُلب منها ماذا كانت لتفعل لو كانت هناك في أورشليم في ذلك اليوم، أجابت: “أظنّ أنني كنت سأتأثّر بالجمع وأحكم عليه لأندم فيما بعد. ربما لم أكن لأتحلّى بالقوّة لأرى الحقيقة على الفور”.