“بالإيمان سقطت أسوار أريحا بعدما طيف حولها سبعة أيام” (عب 11: 30).
ليلة ”خميس الأسرار“ :
فيها أسس الرب سري الإفخارستيّا و الكهنوت.و قام فيها أيضاً بتقديس توأمي التواضع والخدمة بإنحنائه وغسل أرجل تلاميذه بعد تناول عشاء الفصح معهم….
وبعد مرور مئات السنين، نشأت عادة تقوية درج المؤمنون فيها على القيام بزيارة سبع كنائس في تذكار ليلة خميس الأسرار هذه. و شجعت الكنيسة هذا ”النوع من الحج“ الذي يترافق بالصلاة والتأمل بآلام السيد كي نصل معه الى قيامته و قد ذكر البابا القديس يوحنا الثالث والعشرون أهمية هذه العبادة في افتتاحه للسينودوس العام 1960.
من الملفت أن في سقوط الأسوار يبقى الله سر هذه النصرة.
كثر من آباء الكنيسة تكلموا عن أريحا كرمز الإنسان الذي ينغلق على شره …
و عليه إننا مطالبون أن لا نمل من ”دوران“ الجهاد الروحي كي نستبقي على خلاصنا، مشجعين بعضنا بعضاً ومتسلحين بالنعمة المجانية العاملة في أسرار الكنيسة السبعة.
وفي هذه الليلة التي ”ندور“ فيها على سبع كنائس إنما نتأمل خلاص يوم الرب الذي مرّ في الصليب!! خلاص أمامه تسقط كل أسوار الشرير ومجده الباطل… خلاص يرفعنا فوق كل ضعف و يحررنا من إنغلاقنا على شرور أنانياتنا التي تغلق باب ملكوت الله و تقف سداً منيعاً بوجه فرح الرب.
في هذه الليلة نسهر مع السيد و بثقة ننفخ في بوق الصلاة، داعين الرب أن يملك في داخلنا، مسقطاً كل سور يمنع نعمته المجانية …ليصير صليبنا جسر عبور نحو القيامة فنهتف مع الرسول بولس: “”أين شوكتك يا موت؟! أين غلبتك يا هاوية…؟! شكرًا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح““!!