يتفرّد الإنجيلي يوحنا بسرد حادثة غسل الأرجل في العشاء الفصحي. وقد أراد من هذا الربط أن يقول:
- إنّ الإفخارستيا التي أسّسها يسوع في العشاء الفصحي والتي نعيشها نحن المؤمنين في كل مرة نتّحد بجسده ودمه في القداس، لا معنى لها، بل هي غير صادقة إن لم تُثمر خدمة للإخوة.
- من يتّحد بجسد ودم يسوع، يكتشف ضعفه أمام الكمال الإلهي… فيتواضع! والتواضع لا يعني أن نخفي ما وهبنا الرب من نِعم ومواهب مجانية، فهذا ليس سوى تواضع مرَضيّ… بل التواضع هو إقرار واعتراف وشهادة على أنّ ما لديّ هو من لدُنه، وقد وُهبتُ كل ذلك حتى أشارك الإخوة فيه…
وهذا ما يحدو بي إلى أن أنظر إلى الآخر من تحت إلى فوق… لما غسل يسوع أرجل تلاميذه، أراه ساجدًا وينظر إلى كل واحد من تحت إلى فوق، وبذلك أظهر لنا حقيقة من هو الله… إنه الحب الذي لا يمكنه إلاّ أن يكون متواضعًا…
في خميس الأسرار، نحن مدعوون إكليروسًا وعلمانيين إلى أن نعيد النظر في صدق مشاركتنا في الإفخارستيا، فإن لم تُثمر في حياتنا خدمة وتواضعًا، نكون مذنبين بحق جسد المسيح، لا بل نحن نغتصبه اغتصابًا…