دعا البابا فرنسيس المحتجزين في سجن “ريجينا كويلي” إلى طلب السلام من الله، والعدول عن أفكار الانتقام، وذلك لحظة تبادل سلام المسيح خلال الذبيحة الإلهية التي ترأسها في السجن عينه بعد ظهر البارحة، يوم خميس الغسل.
وقد قال البابا لحظة تبادل السلام: “أنا متأكّد من أننا نرغب جميعاً في أن نكون بسلام مع الجميع، لكننا نشعر في قلوبنا بأشياء متناقضة. ومن السهل جداً أن نكون بسلام مع مَن يُحسنون إلينا، على عكس مَن أساؤوا إلينا ومَن لا يحبّوننا.
فلنأخذ لحظة صمت، ولنفكّر في من يحبّوننا ونحبّهم، وفي مَن لا يحبّوننا ولا نحبّهم، حتّى في مَن نرغب في الانتقام منهم، ولنطلب من الرب نعمة السلام للجميع”.
وبحسب ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، كان البابا في عظته التي ألقاها قد دعا الجميع إلى تقليد المسيح الذي أتى ليخدم، شارحاً رتبة غسل الأرجل التي قام بها.
من ناحية أخرى، وعند انتهاء القدّاس، كان للحبر الأعظم لقاء مع المساجين ومع مديرة السجن، طالب خلاله الأب الأقدس بعقوبات “مفتوحة على الرجاء”، مُعارِضاً عقوبة الإعدام، وكلّ عقوبة لا تنفتح على الرجاء وإعادة الدمج في المجتمع، “لأنّها ليست عقوبات إنسانيّة ومسيحيّة”.
كما وتكلّم خلال تبادل الأفكار عن تجديد نظرتنا “لأنّ العمل والتعب والأخطاء والخيبات تعمي نظر الروح”. وتكلّم أيضاً عن “التمتّع بنظرة الرجاء كلّ يوم، وزرع هذا الرجاء على الدوام”، مشيراً إلى أنّه في بلاده، “لدى سماع أجراس القيامة، تصطحب الأمّهات والجدّات أولادهنّ لغسل العيون، كي يتمتّعوا بنظرة رجاء المسيح القائم من بين الأموات”، مؤكّداً: “إنّ تجديد النظرة باستمرار هو جهد جميل”.
وختم البابا هذا اللقاء قائلاً: “مياه القيامة، النظرة الجديدة والرجاء: هذا ما أتمنّاه لكم… أنا قريب منكم وأصلّي لكم، فصلّوا لأجلي، ولا تنسوا المياه التي تجدّد النظرة والرجاء”.