“لديكم مهمّة، وهي إنقاذ الحبّ البشريّ من الانحراف المأساوي الذي سقط فيه: فالحبّ لم يعد هبة بذل الذات، بل أصبح فقط تملّكاً عنيفاً وطاغٍ غالباً”.
هذا ما قاله الأب رانييرو كانتالاميسا للشباب البارحة خلال الاحتفال بليتورجيا آلام المسيح، وخلال العظة التي ألقاها بوجود البابا فرنسيس في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان.
في التفاصيل، توجّه الأب الكبوشي في عظته التي عنونها “من رأى فليشهد” كما أوردها القسم الفرنسي من زينيت، إلى الشباب، قبل أشهر على انعقاد سينودس تشرين الأوّل المخصّص لهم: “أيها الشباب الأعزّاء، إن كان مسموحاً لعجوز بالتوجّه إليكم مباشرة، أحثّكم على أن تكونوا ممّن يسلكون الاتّجاه المعاكس! تجرّأوا على السير بعكس التيّار! بالنسبة إلينا، إنّ الاتّجاه المعاكس ليس مكاناً، بل هو شخص، وهو يسوع صديقنا ومخلّصنا”.
كما ودعا واعظ الدار الرسولية الشباب إلى عدم العدول عن أفراح الحبّ والانجذاب، بل معرفة إقران الغرائز بالحبّ المثاليّ وبرغبة الآخرين، وبالقدرة على إعطاء ذواتهم للآخرين: “إنّها قدرة لا تولد بين ليلة وضحاها. يجب الاستعداد كي نهب أنفسنا إلى شخص آخر في الزواج، أو إلى الله في الحياة المكرّسة، بدءاً من الإعطاء من وقتنا ومن ابتسامتنا ومن شبابنا، ضمن العائلة وفي الرعيّة وفي التطوّع”.
وختم عظته بحثّ الجميع على الذهاب نحو الفقراء والمهمّشين والاندماج بمعاناة الآخرين، “لأنّ هذه هي الوسيلة الوحيدة للانفصال عن العالم وعن مبدأ الأنانية الذي يحكم عالمنا اليوم”.