Praying in silence

Pixabay CC0

لِمَ أبكيك سيدي، وأنت لم يرغمك أحد على الموت؟

تأمّل عند أقدام الصليب

Share this Entry

تأمّل عند أقدام الصليب

 سيدي، يا من دخل الموت ليكون في عمق آلامنا وخوفنا وأوجاعنا، لم أبكيك ولن أتفجّع وأنوح. وأنا أرفض أن أبكيك مسيحًا مصلوبًا.

ولِمَ أبكيك سيدي، وأنت لم يرغمك أحد على الموت؟ بل قدّمت نفسك بملء إرادتك، لأنك حبّ، والحب لا يبخل بذاته ولا يجبن أمام التحديات مهما كانت مؤلمة… لماذا؟ لأنّ الحبّ يعرف أنه غير مائت وأنّ الألم والوجع والدموع مهما استفحلت، تبقى محطة حتى يلفظ الحب كلمته، فالكلمة الأخيرة هي له، وهو المنتصر الدائم… ولكن ماذا يعنيني كل ذاك؟ كيف لي أن أقبل ما أنا عليه من ألم، ووجع ودموع واشتياق…؟

بالأمس وأنا أطوف بصليبك تأمّلت، ومساءً عند قبرك الذي تتفجّر منه قوة القيامة فهمت سيدي، لن أقف بعد اليوم عند أوجاعي وأمراضي وأحزاني…

لن أربط سعادتي بأي آخر. لن أستثني أحدًا سيدي، لن أتردد لحظة واحدة عن قبول وجع الانسلاخ عن مكان أو مشروع أو  ناس… صاروا قطعة مني.

ألعلّي صرتُ قويًا إلى هذا الحدّ؟ لا، وألف لا!

سأقبل وجعي يا سيد، لأنني مؤمن أنك سمحت به من أجل تقديسي وانتصاري عليه. ففي كنيستي، لا نقدّس الألم، لأنّ جلّ ما تريده يا إلهي، أنت تشفيني منه. الطوبي، كل الطوبي لذلك الإنسان الذي يقدر في آلامه أن يمجّد الله.

Share this Entry

الخوري أنطوان القزي

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير