يوم الاثنين 9 نيسان 2018، صدر الإرشاد الرسولي الجديد للبابا فرنسيس تحت عنوان “افرحوا وابتهجوا”، وهو يتمحور حول القداسة في عالمنا المعاصر، كما وأنّه تحت تأثير مواضيع الرحمة ومريم العذراء والقديس يوسف، بحسب ما كتبته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
وكان الأب الأقدس، قبل صدور الإرشاد، قد وجّه رسالة للأساقفة، (نشر محتواها أحد الأساقفة الإيطاليين على صفحته على موقع تويتر)، حثّهم فيها على استقبال الدعوة للقداسة في الحياة اليومية.
وأضاف الحبر الأعظم: “بشفاعة جميع قدّيسي شعب الله، يسرّني أن أرسل الإرشاد الرسولي الجديد… متّحدين بيسوع المسيح، أطلب رجاء ألّا تنسوا أن تصلّوا لأجلي. أخوكم فرنسيس”.
أمّا بالنسبة إلى الإرشاد الرسولي بحدّ ذاته، فيمكن أن نرى بوضوح أنّ الحبر الأعظم لجأ إلى صيغة المخاطَب بالمفرد، أي أنّه استعمل “أنت” بدلاً من أنتم”؛ لذا سيشعر القارىء أنّ البابا يتوجّه إليه مباشرة كأب روحيّ في “إرشاد” حقيقي يعكس وجه يسوع في عالمنا الحالي، كي يصل إلى السعادة في الحياة الآتية. وفي ما يلي، سنورد بعض الأمثلة:
الرب يناديك
“هذه القداسة التي يدعوك الرب إليها ستكبر عبر أعمال صغيرة… أنت تحتاج إلى رؤية حياتك بالكامل على أنّها رسالة، لذا حاول أن تفعل ذلك عبر الإصغاء إلى الله في الصلاة، والتعرّف إلى الإشارات التي يعطيك إياها”.
ثمّ أصرّ البابا على السماح للروح القدس بتحويلنا وتجديدنا كي لا تفشل رسالتنا.
كما وأنّ جملة “لا تخف من القداسة” تظهر في الإرشاد، “على الرغم من الحدود التي يضعها البشر”: “سيجعلك الرب قدّيساً حتّى وسط أخطائك وأعمالك السيّئة، شرط ألّا تتخلّى عن طريق الحب، وأن تبقى منفتحاً على عمله الذي يطهّر ويُنير”.
في السياق عينه، يمكن أن نقرأ طوال صفحات الإرشاد جُملاً مثل “البابا يناديكم… من واجبي أن… أنا أوصي… أنا أطلب من جميع المسيحيين“، وذلك ضمن الدعوات المتكرّرة التي يحثّ الأب الأقدس المؤمنين من خلالها على التساؤل أمام الله عن دعوتهم، راجياً إياهم أن يتقبّلوا طلبات يسوع وأن يستقبلوها بانفتاح وبدون إيجاد أعذار، وموصياً إياهم بقراءة الإنجيل والنصوص البيبليّة والصلاة، بهدف حسن التمييز (ضمن فحص الضمير)، خاصّة خلال مواجهة “معركة روحية” أو لدى وجوب اتّخاذ قرار مهمّ.
من الجدير بالذكر هنا أيضاً أنّ البابا دعا المسيحيين إلى عدم تضييع الفرص اليومية لاستقبال هبات الله وإلى مخاطبته الله يومياً، “خاصّة وأنّه يحبّنا كثيراً”، وإلى أن يكونوا دائمي الاستعداد لتخطّي العقبات.