ذكّر البابا فرنسيس صباح اليوم خلال عظته التي ألقاها من دار القديسة مارتا أنّ هناك مسيحيين مضطهدين اليوم أكثر من القرون الأولى، سواء كانوا في السجون أو مذبوحين أو معرَّضين للضرب بسبب إيمانهم بيسوع، متوقّفاً عند ما يميّز فرح الفصح: الطاعة والشهادة وحسّ الملموس، بناء على ما أورده القسم الفرنسي من موقع فاتيكان نيوز.
فرح الفصح
أشار الأب الأقدس إلى أنّ الأيّام الخمسين التي تلت قيامة المسيح كانت بالنسبة إلى الرسل “زمن فرح” حقيقي، حتّى ولو كان الشكّ والخوف والقلق يطبعه، ليصبح هذا كلّه “شجاعة” بعد حلول الروح القدس يوم العنصرة.
“قبل هذا، كان الرسل يفهمون لماذا يرون الرب وكانوا سعداء، لكنّهم لم يكونوا يفهمون كلّ شيء: إنّ الروح القدس هو ما جعلهم يفهمون”.
الطاعة تعني العمل بمشيئة الله
كان ممنوعاً على الرسل أن يبشّروا، أو حتّى أن يعلنوا اسم يسوع. وكما تشير إليه القراءة المقتبسة من “أعمال الرسل”، سيقَ بطرس ويوحنا إلى المجلس حيث منعهما كبير الشيوخ عن ذلك. إلّا أنّ جواب بطرس كان مميّزاً: “يجب إطاعة الله بدلاً من البشر”.
وقد اقتبس الأب الأقدس هذا، مؤكّداً أنّ الأمر يتعلّق “بحياة طاعة” ميّزت الرسل الذين حلّ عليهم الروح القدس؛ الطاعة لاتّباع طريق يسوع، الذي “أطاع بنفسه حتّى الموت”؛ الطاعة التي تقضي بالعمل بمشيئة الله، والطاعة التي هي الطريق الذي فتحه لنا الابن: “إذاً، إنّ المسيحيّ هو الذي يطيع الله”.
المسيحيّون المضطهَدون
إنّ الميزة الثانية التي تطبع الرسل هي الشهادة: “الشهادة المسيحية تزعج لأنّها لا تُرخِّص الحقيقة، كما يشهد على ذلك العديد من المسيحيين المقتولين والمضطهَدين في أفريقيا والشرق الأوسط. وبالنسبة إلى الحبر الأعظم، ليس على الشهادة المسيحية أن تخجل من التعريض للشبهات.
تذكّر اللقاء الأوّل مع المسيح
النقطة الأخيرة التي تطرّق إليها الأب الأقدس في عظته كانت تَكَلُّم الرسل عن أشياء محسوسة: لقد رأوا ولمسوا. “مراراً، جعلتنا الخطايا والخوف والتعريض للشبهات ننسى اللقاء الأوّل مع يسوع، ذاك اللقاء الذي غيّر حياتنا. وهذا كلّه يصنع مسيحيّين سطحيين”.
وختم أسقف روما عظته بحثّ المؤمنين على طلب نعمتَين: نعمة تذكّر هذا اللقاء المؤسِّس مع يسوع، ونعمة فرح الفصح.