“ما يهدّدنا جميعاً ليس صدمة الحضارات، بل صدمة الجهل والأصولية”. هذا ما أعلنه الكاردينال جان لوي توران رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان، شارحاً: “إنّ الجهل هو بداية تهديد للعيش المشترك”، داعياً إلى “اللقاء وتبادل الكلام وبناء شيء معاً بهدف التعرّف بالآخر واكتشاف ذواتنا”.
أمّا حديثه هذا فقد أتى في سياق لقائه بالشيخ محمد عبد الكريم العيسى أمين سرّ الرابطة الإسلامية العالمية يوم السبت 14 نيسان 2018 في المملكة العربية السعودية، بما أنّ الكاردينال يزور البلاد مع بعثة من الفاتيكان بين 13 و20 نيسان، بحسب ما نقلته لنا الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت.
وفي الرياض، استُقبل الكاردينال من قبل الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، نائب الحاكم في العاصمة، مع أمين سرّ الدائرة الفاتيكانية المونسنيور ميغيل أنخل أيوسو غيكسو، والمونسنيور خالد عكاشة رئيس مكتب الإسلام في المجلس البابوي للحوار بين الأديان.
في السياق عينه، تكلّم الكاردينال توران عن التعدّد الديني “الذي يشكّل دعوة للتفكير في إيماننا لأنّ كلّ حوار أصيل بين الأديان يبدأ بإعلان الإيمان… وجميع المؤمنين الذين يبحثون عن الله، كما جميع أصحاب الإرادة الطيّبة غير المنتمين إلى أيّ ديانة، يتمتّعون بالكرامة عينها”.
كما وأشار رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان إلى أنّه “من واجب القادة الروحيين أن يمنعوا الديانات من أن تكون في خدمة إيديولوجيا ما، وأن يعترفوا أنّ هناك بعض الأشخاص كالإرهابيّين مثلاً، لا يتصرّفون بشكل صحيح”، مضيفاً: “إنّ الإرهاب تهديد دائم، وعلينا أن نكون واضحين وألّا نبرّره أبداً. ويهدف الإرهاب إلى أن يبرهن أنّه يستحيل أن نعيش معاً، فيما نحن علينا أن نتحاشى العدائية والتشهير”.
وأكّد توران أنّ الديانة “لا تُفرَض أبداً”، وأنّ “جميع الديانات تُعامَل بشكل متساوٍ وبدون تمييز، لأنّه هكذا يجب أن يعامَل مؤمنوها، كما الأفراد الذين لا يعترفون بأيّ ديانة”.