“لا وجود للأنجلة من أريكتنا”: هذا ما قاله البابا فرنسيس صباح اليوم 19 نيسان خلال عظته التي ألقاها من دار القديسة مارتا، موصياً الجميع بالانطلاق من الواقع الحسّي وليس من النظريّة.
في التفاصيل، ومُعلّقاً على القراءة الأولى من أعمال الرسل (بحسب الطقس اللاتيني)، حيث كلّم ملاك الرب فيليبُس طالباً منه الانطلاق، بحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، أشار الحبر الأعظم إلى أنّ “الرسل وصلوا إلى أماكن بعيدة، حتّى لو فرّقهم الاضطهاد”.
وتابع أسقف روما شرحه قائلاً: “كما يفعل الهواء مع بذور النباتات، بحيث أنّه يحملها ويزرعها، هذا ما حصل هنا: ذهب الرسل بعيداً مع بذور الكلمة، وزرعوا كلمة الله… وهذه هي الأنجلة. هكذا يعلّمنا الرب الإنجيل، وهكذا يريد الرب أن ننشر تعاليم الإنجيل أيضاً”.
وفي الواقع، إنّ الروح القدس هو مَن ينادي، دائماً بناء على القراءة الأولى: “قُم واذهب… قُم وتوجّه إلى ذاك المكان… لا وجود للأنجلة “عن الأريكة”: انهض وانطلق… دائماً “قُم واذهب”… حركة دائمة. اذهب حيث عليك أن تنطق بالكلمة. إنّ الأنجلة ليست خطّة مصنوعة من التبشير الحماسي الذي يقضي فقط بالتنقّل… لا… إنّه الروح الذي يعلّمك كيف تتكلّم لتنقل كلمة الله وتحمل اسم يسوع. عليك أن تكون قريباً من الآخرين وأن تنظر إلى ما يحصل، أي أن تنطلق من الواقع وليس من النظرية”.
في السياق عينه، تطرّق الأب الأقدس إلى “شهود الأنجلة” الذين لم يكونوا مستعدّين جسدياً، لأنّهم لم يكونوا يتمتّعون بالمضادات الحيوية لمقاومة أمراض هذه الأرض.
وختم الأب الأقدس قائلاً: “إنّ طريقة الأنجلة البسيطة تلك هي طريقة يسوع: دائماً في الطريق، دائماً قريب من الأفراد، وكان دائماً ينطلق من الواقع الحسّي الملموس… لا يمكننا أن ننشر تعاليم الإنجيل إلّا بهذه التصرّفات، لكن بقوّة الروح القدس، وإلّا فلا شيء ينفع، لأنّه هو مَن يدفعنا لننهض ونقترب من الآخرين وننطلق من الوقائع”.