في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا، ذكّر الأب الأقدس اليوم أنّه خلال العشاء السرّي، “علّمنا يسوع الحبّ عبر الإفخارستيا، كما وعلّمنا الخدمة عبر غسل الأرجل”. وأضاف: “ما من خادم أعظم من سيّده”، معلّقاً: “هذه العناصر الثلاثة هي أساس الكنيسة”.
في التفاصيل، وبحسب ما أورده القسم الفرنسي من موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني، علّق الأب الأقدس على الإنجيل الذي يتطرّق فيه يوحنا إلى كلمات يسوع بعد غسل الأرجل.
فخلال العشاء السرّي، خاطب يسوع التلاميذ مطوّلاً و”بكلمات جميلة، كما وأسّس للأسرار بما فعله، سواء لرسله أو للكنيسة و”عقيدتها”. فيسوع أعطى جسده لنأكله ودمه لنشربه، أي أنه أسس للإفخارستيا، ثمّ غسل الأرجل. من هنا، وُلدت وصيّتان ستنمّيان الكنيسة، شرط أن نكون بدورنا أمناء: الوصيّة الأولى هي الحبّ، “أحبّوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم”، وليس أحبّوا القريب كحبّكم لنفسكم، وأحبّوه بدون حدود، وإلّا فلن تتقدّم الكنيسة ولن تتنفّس؛ فيما الوصيّة الثانية (المتمثّلة بغسل الأرجل) هي أيضاً “أحبّوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم”، أي اخدموا بعضكم بعضاً واغسلوا أرجل بعضكم البعض كما فعلتُ. إذاً، أعطانا يسوع مأكلاً ومشرباً، وقال لنا اخدموا بعضكم بعضاً، مع تنبيهنا بأنّه ما من خادم أعظم من سيّده الذي أرسله! وهنا، نجد أساس الكنيسة. وإن تقدّمنا في حياتنا مع هذه العناصر الثلاثة، لن نخطىء أبداً”.
ثمّ علّق الأب الأقدس على الموضوع قائلاً إنّ العديد من الشهداء والقدّيسين تقدّموا لأنّهم كانوا يعرفون أنّهم خدّام.
في سياق متّصل، قال البابا إنّ يسوع عرف من اختار، كما وعرف أنّ أحدهم سيخونه، خاتماً عظته بإسداء نصيحة إلى المؤمنين: “اسمحوا للرب بأن ينظر إليكم، واسمحوا له بأن يدخل إلى أعماقكم، وعندها ستشعرون بالحبّ… أو بالخجل. لكن يجب دائماً السماح لنظر يسوع بأن يقع علينا، كما نظر إلى تلاميذه ليلة العشاء السرّي. ولنقل له: “يا رب، أنت تعلم كلّ شيء. أنت تعلم أنني أحبّك وتعلم ماذا في قلبي”. ولنتذكّر دائماً أنّ كلّ واحد منّا خادم، وأنّ أحداً لا يمكنه تخطّي يسوع”.