ضمن عظته التي ألقاها صباح اليوم من دار القديسة مارتا، توقّف الأب الأقدس عند عمل الشيطان الذي يغري ويخدع، والذي هو خطر حتّى ولو هُزِم. وقد أعطى الأب الأقدس، بحسب ما أورده القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني، مفاتيح أساسية لمعرفة مواجهة التجارب والتغلّب عليها.
أمّا أهمّ ما قاله فهو: “ليس علينا الاقتراب من الشيطان ولا مخاطبته: صحيح أنّه هُزِمَ، لكنّه يبقى خطراً. فهو أشبه بكلب مسعور ومقيّد، يعضّ مَن يلاطفه”.
معلِّقاً على إنجيل القديس يوحنا 16 : 5 – 11، حيث كُتب أنّ “سيّد هذا العالم أُدين وحُكِمَ عليه”، حذّر الأب الأقدس من تجارب الشرّير، “لأنّه يعرف أيّ كلمات يقولها لنا، خاصة وأنّه يعجبنا أن يتمّ إغراؤنا. إذاً، من الصعب علينا أن نفهم أنّه مهزوم ومُدان، لكنّ قدرته على الإغراء كبيرة. إنّ الشيطان يعدنا بأمور كثيرة، وهو يقدّم لنا هدايا مغلّفة بأوراق جميلة، لكننا نجهل ماذا في داخلها”.
نوره ساطع لكنّه يختفي في النهاية
تابع الأب الأقدس شرحه قائلاً إنّ “الشيطان يعرف كيف يطال فضولنا وغرورنا، كما يعرف الصيّادون أنّه لا يجب الاقتراب من تمساح منازع لأنّه ما زال يستطيع القتل بذنبه. من هنا، إنّ الشيطان بغاية الخطورة: اقتراحاته أكاذيب، وهو “أبو الكذب”، فيما نحن الجهلة نصدّقه. إنّ نوره ساطع كالألعاب النارية، لكنّه يخفت في النهاية، فيما نور الرب دمث لكن دائم”.
الصلاة والسهر والصوم
وكرّر البابا فرنسيس في عظته أنّ الشيطان يعرف كيف يجعلنا نقع في التجربة، لذا يجب التنبّه عبر الصلاة والسهر والصوم، كما فعل يسوع ذلك. “وبهذا، تُهزَم التجربة”.
كما وحذّر الأب الأقدس من تجربة مخاطبة الشيطان كما فعلت حواء التي اعتبرت نفسها لاهوتيّة إلّا أنّها سقطت، فيما يسوع رفض الدخول معه بحوار، ولم يجبه في الصحراء إلّا بكلمة الله. “بدون أن ننسى أنّ يسوع طرد الشيطان. وحتّى لو سأله عن اسمه، إلّا أنّه لم يدخل معه في حوار. مع الشيطان، لا ندخل في حوار، لأنّه أذكى منّا”.
البحث عن الملجأ في مريم
في نهاية عظته، دعا البابا المؤمنين إلى أن يكونوا كأولاد يهرعون نحو أمّهم عند شعورهم بالخوف: “فلنذهب إلى مريم، هي التي تحمينا، ولتلفّنا بردائها. فآباء الكنيسة الروس لطالما ذكّروا بالالتجاء إلى والدة الإله. فلتساعدنا مريم خلال هذا الصراع مع الشيطان الذي سبق وأُدين”.