“أكثر من أربعين مليون شخص، خاصة من النساء والأولاد يعانون من العبودية”. هذا ما استنكره البابا فرنسيس، شاجباً إياه كجريمة ضدّ الإنسانية، وذلك ضمن رسالة مسجّلة، بحسب ما نقلته لنا الزميلة إيلين جينابا من القسم الفرنسي في زينيت.
أمّا الرسالة بحدّ ذاتها فقد وجّهها الأب الأقدس للمشاركين في منتدى بوينس أيريس الدولي الثاني حول العبودية المعاصرة، والذي تنظّمه أبرشية بوينس أيريس الأرثوذكسية، بالاشتراك مع معهد البطريرك أثيناغوراس الأرثوذكسي في كاليفورنيا (الولايات المتحدة)، وبدعم من البطريركية المسكونية.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ المنتدى الذي انعقد بين 5 و8 أيار في العاصمة الأرجنتينية كان مخصَّصاً لموضوع “المشاكل القديمة في العالم الجديد”.
وقد أعلن البابا في شريطه المصوّر أنّه “بوجه هذا الوضع المأساوي، لا يمكن لأحد أن “يغسل يديه” بدون أن يكون بطريقة ما شريكاً في هذه الجريمة ضدّ الإنسانية”. وقد أعلن الأب الأقدس أنّ “الوقت حان لتمزيق وشاح اللامبالاة الذي يبدو أنّه يُثقل كاهل هذا الجزء من البشرية التي تتألّم حالياً”.
وبالنسبة إلى الحبر الأعظم، يجب مواجهة الأسباب العميقة للمشكلة: “عندما تعاني البلدان من الفقر المدقع ومن العنف والفساد، لا يعود الاقتصاد نافعاً، ولا الإطار التشريعي والبنى التحتيّة الأساسية، إذ لا يمكنها أن تضمن سلامة الموجودات ولا القوانين الأساسية. أمّا الجواب على هذا كلّه فهو العمل الذي يتطلّب جهداً مشتركاً وعالمياً من قبل جميع عناصر المجتمع”.