إنّ المرء يحلو للسانه الإكثار من ذكر ما يحبّ، إلى ما يميل إليه قلبه…
أيّها المسيحيّون، إنّ لنا أمًّا لا أحبَّ إلينا منها، ولا أحبَّ إليها من بنيها، فأيّ مسيحيّ إن سئل، إذا كان يحبّ مريم البتول، لا يصرخ بملء صوته: نعم ..نعم…نعم… أحبّها!
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
يدعونا أبونا يعقوب، إلى أن نضع تمثال أمّنا العذراء مريم، أو صورتها، في صدور مجالسنا، وكلّما وقع نظرنا على ما تمثّل تلك الأمّ القدّيسة، نطلب إليها أن تجعلنا، تحت جناح حمايتها… يدعونا إلى تكريم مريم العذراء، وإلى حمل أيقونتها، وإلى وضع مسبحتها في جيوبنا.
يدعونا إلى أن نذيع مجدها، وننشر تكريمها، لأنّها ما أهملت، ولن تهمل الملتجئين إليها.
ذاك كان نداء الطّوباويّ… ونحن اليوم، نقف أمامك أمّنا مريم، في مسيرتنا اليوميّة ، في هذا الشّهر المريميّ المبارك… نقف والسّؤال بين شفاهنا، يشهق حلم راحةٍ، وملجأ سكينة، نودّ لو نستكين بين جمال عينيك….
وهل أجمل من مقلتيكِ السّاحرتين، عندما نتوسّل إليك…؟؟؟ تنظرين إلينا بعين الرّأفة، وتعانقيننا بشفاعتك يا أمّنا مريم …
هل أجمل من خشوعٍ مرتسمٍ على شفتيك، توجهينه دومًا، همسات تضرّع في أذن وحيدك تسألينه خيرًا لنا، وهدايةً لدروبنا، وشفاءً لآلامنا؟؟؟
هل أجمل من حضنك الدّافئ، وسادة راحة، تخفّف ثقل همومنا وأتعابنا…؟؟؟
نرنمّ ونقول دومًا” في ظلّ حمايتك، نلتجئ يا مريم… “
ونردّد بأعلى صوتنا ” شفيعة لنا يا أمّنا في اليسر، والصّعاب” …. فلمَ الخوف، والقلق والاضطراب ؟؟؟
أنت أمّنا…أنت راحة المتعبين… أنت هناء الأمان… أنت ملجأ الضّائعين في متاهات الأيّام….
أمّنا مريم، أنت أمّنا القدّيسة، الّتي تمسك يأيدينا لتقودنا إلى مجد ابنها… عانقينا ، واحملينا دومًا إلى وحيدك، بخور صلاةٍ، لنصل إلى غاية الفرح، ونلتمس نور الخلاص….