حينما طلب منى ان اكتب كلمات عن وصول رفات شهداء ليبيا الى بيتهم مصر، عندما رأيت وصولهم للمطار وكل الكنيسة بطوائفها المتعددة، وكل الوطن بنسيجه المتنوع ينتظر ويتوق ان يودعهم: سلام اخير قبل دفنهم، حينما رايت دموع ذويهم واحبائهم تختلط ببسمة فرحهم ورجائهم، وقتها ادركت: ما معنى ان الميت حي. فهمت كيف ان دماء الابرار لن تسكب هباء، ولكنها حملت وستحمل العديد من الثمار للكنيسة المصرية باجمعها ولكل الوطن،فدم الشهداء هو بذرة حياة افضل وايمان حيلآخرين.
كنيسة تتحد مع شعب والكل معا ينظر الى من قُتل من الشر، الى من طُعن حتى الموت من ارهاب اسود متعصب باسم دين او سياسة او فكر، والكل منه برىء. رفاتهم وحدتنا، جثمانهم شجعنا واكد لنا ان هناك اموات احياء، واحياء ماتت من زمن وسط تعصبهم وتطرفهم وافكارهم السوداء المنغلقة على ذاتها.
فسرنا ورائهم بكل خشوع ، نرى شر البشر يزداد ويصل الى ان يقتل أبرار فقط لأنهم يؤمنوا، فسرنا نرجو في رحمة الله التي تعلن الإكليل السماوي والحياة الأبدية.
بالفعل رفات شهداء ليبيا علامة انتصار للحب على الشر، انتصار لحب شخص مات على شر إنسان حي.
كل هذا احيا في تذكار موقف مثيل، نفس المشهد، نفس الشر، ونفس الحي، مات المسيح على الصليب وهو حي وحتى الان نسير وراءه. ماتوا شهداء ليبيا ورفاتهم احياء تدعونا ان لا ننساهم.
فطوبى لكم ولذويكم ولاحبائكم ولنا جميعا اذا امنّا بذلك الحب الذي لا يموت، الحب الذي لا ينتهي.
يا ارواح الشهداء استريحي في مسكنك الابدي، واذكرينا امام العرش السمائي.