“بوجود الروح القدس، يحصل دائماً شيء ما! وعندما يحلّ الروح القدس، لا مجال للركود… فليغيّر الروح القلوب كما الأحداث، وليُحلَّ السلام في الأراضي المقدّسة”.
تلك كانت أمنية البابا فرنسيس التي عبّر عنها خلال قدّاس العنصرة الذي احتفل به البارحة الأحد 20 أيار 2018 في بازيليك القديس بطرس، بعد أسبوع على نقل مقرّ السفارة الأميركية، ممّا تسبّب بحمام دم (59 ضحية و1350 جريحاً) في غزة، إثر مواجهات بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين.
وبحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، ألقى الحبر الأعظم عظة أشار فيها إلى أنّ “الروح القدس يولّد الفرح ويجعل السلام يُزهر في القلوب. الروح القدس يُحرِّر الأنفس التي يكبّلها الخوف: إنّه لا يُحدث ثورة في الحياة التي تدور حولنا، لكنّه يغيّر قلوبنا. ولا يُحرِّرنا فجأة من المشاكل، لكنّه يُحرّرنا من الداخل كي نتمكّن من مواجهتها. وبتجديده قلوبنا، يحوّلنا من خطأة إلى مُسامَحين”.
وأضاف الأب الأقدس قائلاً: “بعد القلوب، يغيّر الروح القدس الأحداث. فكما تهبّ الرياح في كلّ مكان، هكذا يطال الروح الأوضاع الأصعب. وكما في أعمال الرسل، عندما لم يكن التلاميذ يتوقّعون ذلك، أرسلهم الروح إلى الوثنيّين وفتح أمامهم طرقاً جديدة… الروح القدس هو القوّة الإلهية التي تغيّر العالم وتمنع عنّا الشيخوخة الداخليّة. ومَن يعيش بحسب الروح القدس، يكون يميل إلى الله فيما يحيا في العالم. إنّ الروح القدس يذكّر الكنيسة، على الرغم من كون عمرها قروناً، أنّها دائماً في العشرين من العمر، وهي الزوجة التي ما زال الرب واقعاً في حبّها”.
وتابع البابا قائلاً: “إنّ الروح القدس يدفع مَن يتنعّم بالراحة لخدمة الآخرين. ومَن يعتقد أنّه وصل، يجعله يمشي أكثر؛ ويجعل مَن أصابه الفتور يحلم مجدداً…”
ثمّ شجّع البابا المؤمنين طالباً منهم “أخذ مقوٍّ يومياً كما نأخذ الدواء، والمقوّي هو أن نقول لأنفسنا لدى استيقاظنا: هلمّ أيها الروح القدس وتعال إلى قلبي واملأ نهاري”.
وختم الحبر الأعظم عظته قائلاً: “دعونا لا نملّ من دعوة الروح القدس إلى أوساطنا، ولا نملّ من استدعائه قبل أيّ نشاط نقوم به… فتعالَ أيها الروح القدس”.