أرسل السيّد المسيح، القائم من الموت والذي صعد إلى السماء، روحه القدّوس إلى الكنيسة، أيّ المؤمنين به، ليعيشوا العنصرة من جديد (أعمال الرسل ٢: 1-12) ويتمكّنوا من مشاركته حياته الإلهيّة، ويصبحوا شهودًا له في العالم.
ليفض الروح القدس مواهبه على أبناء الأرض الصالحين، ليجدّدوا عهدهم مع الربّ المخلّص.
ليبقى المؤمنون بيسوع المسيح، شهودًا لحضوره من خلال إيمانهم وأعمالهم “ولكنّ الروح القدس ينزل عليكم، فتنالون قدرة وتكونون لي شهودًا في أورشليم…” (أعمال 2: 14).
لتكن العنصرة، عيد الوحدة والمشاركة، والتضامن وعيش الأخوّة، كما عاشها المسيح مع رسله أوّلاً، ومن ثمّ مع أبناء الكنيسة والأرض.
لنرفض قصّة “بابل”، بالعودة إلى الاتفاق والتفاهم والعمل معًا، من أجل عالم أفضل، مبنيّ على المحبّة والفرح والسلام “إنّ ثمر الروح هو المحبّة والفرح والسلام” (غلا 5: 22).
ليكن إنسان عصرنا، دائمًا ودومًا، مصغيًا إلى إلهامات الروح، لكي يدخل عالم الله، ويستقر فيه.
ليدرك إنسان عصرنا، دائمًا ودومًا، تعاليم الله التي تعطيه القدرة على العيش بسلام وعطاء وتفان، من أجل خلاصه وخلاص أخيه الإنسان.
أسكب أيّها الروح القدس، مواهبك على إنسان عصرنا، لكي يتجدّد بنعمك وعطاياك ومحبّتك، فيستعيد “الفردوس الضائع”، الذي فقده بسبب جهله وكبريائه وعنجهيته وأنانيته.
أفض أيّها الربّ على إنسان عصرنا، روحك القدّوس، لكي يكتسب ويحصل على الحياة الأبدية، بجهاده المستمرّ ونضاله الصادق، وتعبه المقدّس؛ فيتطهّر من أهوائه الماديّة والدنيويّة، فيختار عمل الخير، واضعًا حدًّا للشرّ والعنف والضغينة والحقد، قدر المستطاع، متّكلاً على قوّة الربّ وقدرته الإلهيّة، المانحة الحياة للكلّ.