“الزواج هو عظة صامتة تظهر أنّ الحبّ ممكن” هذا ما أكّده البابا فرنسيس اليوم أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا الجمعة 25 أيار 2018.
احتفل البابا بالقداس بحضور سبعة ثنائيين كانوا يحتفلون بذكرى زواجهم الخمسين والخامس والعشرين معلّقًا على إنجيل مرقس (10، 1 – 12) عندما سأله بعض الفريسيين “هل يحلّ للزوج أن يطلّق امرأته؟” فتحدّث عن الزواج وكأنه أجمل ما خلقه الرب. وأكّد البابا أنّ هذا السؤال هو أحد الأسئلة التي يمكن الاجابة عليها ب”يحلّ أو لا يحلّ” حيث يتحوّل الإيمان إلى “مجرّد نعم أو لا، والحياة المسيحية إلى مجرّد “يحلّ أو لا يحلّ”.
“منذ بدء الخليقة جعلهما الله ذكرًا وأنثى. ولذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته ويصير الاثنان جسدًا واحدًا”. لم يتحدّث يسوع عن مشكلة الانفصال بل ركّز على جمال الزواج.
وشدد البابا: “يجب أن لا نتوقّف حول “يحلّ” أو “لا يحلّ” لزوج أن يطلّق امرأته. أحيانًا لسوء الحظ يفشل الزواج ومن الأفضل أن ينفصلا تفاديًا لحدوث حرب عالمية إنما هذه مأساة”.
“لننظر إلى الجانب الإيجابي” مخبرًا عن ثنائي كانا يحتفلان بذكرى زواجهما الستين وسألهما: “هل أنتما سعيدان؟ فأجابا بتأثّر: “نحن مغرمان!”
وتابع البابا: “صحيح أنه توجد مشاكل ومصاعب مع الأولاد أو حتى بين الثنائي بذاته، نقاشات، خلافات… إنما الأهمّ أن يبقى الجسد واحدًا وهكذا يمكن تخطّي المشاكل. الحبّ يجعل الناس يعيشون مغرمين طوال حياتهم: في الفرح والألم، مع مشاكل الأبناء ومع مشاكلهم الخاصة… إنما يسيرون دائمًا نحو الأمام، في الصحة والمرض، دائمًا نحو الأمام”.
“الزواج ليس سرًا لهما وحدهما بل للكنيسة جمعاء كما لو أنه سرّ يجذب الأنظار فيقول من رآه: “أنظروا إنّ الحبّ ممكن!” إنّ الزواج هو عظة صامتة للآخرين، عظة لكلّ يوم”.
ثم أسِف البابا لكون هذا الخبر لا يحتلّ الصفحات الأولى في الصحف ونشرات الأخبار لا توليه اهتمامًا بل تتطرّق إلى الفضائح والطلاق أو من ينفصلون – أحيانًا عليهم أن ينفصلوا كما قلت سابقًا لكي يتجنّبوا شرًا أكبر… إنما للأسف صورة الله لا تشكِّل خبرًا وليست أمرًا مهمًّا، فيما في هذه الصورة بالذات يكمن جمال الزواج لأنّه على صورة الله ومثاله، وهذا هو الخبر المهم، خبرنا المسيحي!
وختم البابا عظته قائلاً: “ربما الصبر هو الفضيلة الأهم في حياة الثنائي” خاتمًا بصلاة لله حتى يمنح الكنيسة والمجتمع إدراكًا أعمق للزواج فنتمكّن من فهمه ونتأمل من خلاله صورة الله ومثاله.