لو لم يكشف الله عن ذاته لَكُنّا….

في كشف الله عن ذاته

Share this Entry

في كشف الله عن ذاته أدركنا حقيقة عنه، من المميت أن نجعلها هامشية.
و حين تعلن الكنيسة أنّ الله محبة لا في وحدانية الاقنوم الواحد، بل في ثالوثية الجوهر الواحد: لا يكون الموضوع مسألة عقائد تعقد الإيمان بل هي أساس نرتكز عليه للسير في طريق سليم في عيشنا الإيمان من خلال علاقة سليمة مع الله وذواتنا والإنسان!!
الآب محبة، والابن محبة، والروح القدس محبة….
محبة نقية، لا متناهية وازلية لا تحتاج الى الخلق لتحقق ذاتها و لكن لا تعيش في عزلة فاخرة، بل بالحري هي ينبوع حياة لا ينضب، و من فيض هذه المحبة خُلقنا … على صورته خلقنا!!
كان يردد البابا بنديكتس السادس عشر أنّ أقوى دليل على أن الرب الثالوث في خلقه لنا جعلنا على صورته هو: أن المحبة وحدها تجعلنا سعداء، اذ تحملنا على ان نعيش في علاقة نحن الذين في توق دائم أن نحِب و نُحَب!
إذا ماذا يغيّر فينا هذا الكشف؟؟؟ إنها مسألة حياة…
فلو لم يكشف الله عن نفسه لبقينا أسرى، عبيدًا طاعتهم عمياء تحجب عنها النور ضيق المصلحة و صمّاء يحجب الكلمة عنها الخوف من صفير سياط الدينونة ….
فلو لم يكشف الله عن نفسه لبقينا أسرى الخوف و الجهل عبيداً لا يعرفون ماذا يريد سيدهم!! أما وقد كشف لنا الله عن نفسه بابنه الوحيد، وأعطانا به روح البنوة، أصبحت عبادتنا – لا إستعباد – بل حرية بالروح و الحق!!
ماذا يغيّر فيّ هذا الكشف؟؟؟ كل شيء … إنه الخلق الجديد! عندما ننفتح على عمل الله الثالوث في حياتنا، نعيش السماء، نثق بتتميم الوعد في إختبار ابدي لما ” لم تره عين، ولم تسمع به اذن، ولم يخطر على قلب بشر، ما اعدّه الله للذين يحبونه” (2 كور 2:9).
الله واحد في ثلاثة أقانيم!!!
ربما هنا الإختبار الأكثر دقة في حياتنا كمؤمنين :
حيث نقف متأملين هذا السر العظيم تأمل المتواضعين حين يدركون أنهم لا يستطيعون، في عقلهم المحدود، احتواء الله بالكامل!
تأمل قد يكون صدمة لتكبر عقلنا البشري و لكن في طيّاته نعمة الطفولة الأبدية حيث الفرح أبدي بالتقدم والنمو في عمق حضور الله الشامل!
اليوم ، فلنقف متأملين لا تأمل العاِلم اللبيب بل تأمل الحبيب
لا تأمل المتفرج بل تأمل الحب العامل …
و حين يصبح الإختبار حقيقة لا يعود الإيمان وهم و لا كذبة أو صدفة
هنا حين نقبل بالحب هبة الرب في كشفه أنه ثالوث …
يصبح هذا الكشف فينا حياة النفوس!!

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير