السّلام سعادة الإنسان على الأرض…
كلّ خيرات الأرض بدون السّلام مرّة. وكلّ المرارة مع السّلام حلاوة.
كلّ خيرات الأرض نقدر أن نفقدها بالرّغم منّا. أمّا السّلام فلا يُفقد إلّا بإرادتنا….
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
السّلام نبض القلب، وفرح الحياة … السّلام يحيي النّفوس، ويطير بها لتحلّق في نعيم السّكينة والصّفاء… سلام النّفس هو مصالحة مع الذّات والقريب.. هوسلام مع الله…
ترك الرّبّ لنا سلامه، صافحنا بالحبّ والفداء… “سلامًا أترك لكم، سلامي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب”(يو14/ 27)
عندما نمتلئ من سلام الرّبّ لا نخشى التّعثّر… بل نستنير بأنوار الخير… نتبادل الخير.. نتبادل الحبّ… نحيا وصيّة الرّبّ… نصل إلى فرح القيامة…
“لا تدع الشّرّ يغلبك، بل اغلب الشّرّ بالخير” روم 12/21
وهل أجمل من كفّي الممدودة نحو من ألقي عليه سلامي… أفرغ من ذاتي راحةً، واطمئنانًا، لأترك طيب رجاءٍ في كفِّ من ألتقي به… ؟؟؟؟
يدعونا أبونا يعقوب لنعمل.. لبلوغ السّلام مع الله… يدعونا لنبتعد عن الشّرّ، ونصنع الخير، ونصافح القريب بالمحبّة….
يدعونا لنحفظ أنفسنا، ونبعدها عن الفساد، يطلب منّا أن نرتفع عن الأرض، وأن نرفع قلوبنا نحو الله…
حتّى لو امتلكنا ثروات الأرض كلّها، وفقدنا السّلام، سنصرخ متعثّرين في هوّة الاضطراب… الرّبّ وهبنا الخلاص، والرّاحة… ترك لنا إرثًا من الرّجاء …منحنا سلامه… فلمَ نلهث خلف ضجيج يشوّش صفاءنا… ؟؟؟؟ علينا أن نصغي إلى كلمته، ونطمئنّ في أفياء رحمته، ونسعى إلى عيش ذاك الفرح، الّذي تعدنا به إرادته…
حسبنا أن نعي أهميّة نعم منحنا إيّاها الرّبّ، حسبنا أن نتذوّق حلاوة السّلام الّذي أفرغه في قلوبنا… لنستنير بشعلة حبّه، وننثر ظلالنا أنوار رجاء حيث نكون…