يوم السبت 7 تموز الحالي، ترك البابا مدينة روما في الثامنة صباحاً ليتوجّه إلى مدينة باري الإيطالية المطلّة على البحر الأدرياتيكي، ليرحّب بالبعثات التي دعاها لموافاته إلى هناك لأجل الصلاة على نيّة الشرق الأوسط.
وبعد الاستقبال الصباحي، بحسب ما كتبته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، حيّى الأب الأقدس الرهبان الدومينيكان المسؤولين عن مزار القديس نيقولاوس أسقف مير، ثمّ نزل إلى قبر القديس الذي يكرّمه مسيحيّو الشرق والغرب، وصلّى هناك مضيئاً شعلة.
بعد صلاته، اجتمع البابا بممثّلي كنائس الشرق الأوسط، وافتتح الصلاة على نيّة الشرق الأوسط، والتي كانت تحت عنوان “السلام عليك”.
ثمّ شكر الحبر الأعظم الجميع قائلاً: “أتينا إلى باري النافذة المفتوحة على الشرق الأدنى كحجّاج، ونحن نحمل في قلوبنا كنائسنا وشعوبنا والأشخاص الذين يعانون. ولهؤلاء نقول: “نحن بقربكم”. أشكركم على حضوركم الكريم، وأنا ممتنّ لمن استقبلونا في هذه المدينة”.
كما طلب الأب الأقدس شفاعة العذراء والدة الإله “التي تشير إلى الطريق”، وشفاعة القديس نيقولاوس أسقف الشرق، “ذاك الشرق الذي منه أتى الرب ليزورنا، والذي منه انتشر نور الإيمان إلى العالم كلّه”.
أمّا في كلمته التي تلاها على مسامع الحاضرين، فقد قال البابا: “إنّ اللامبالاة تقتل، ونحن نريد أن نكون صوتاً يناضل ضدّ جرائم اللامبالاة… نحن نريد أن نكون صوتاً لمن لا صوت لهم، ولمن لا يمكن أن يبتلعوا إلّا دموعهم، لأنّ الشرق الأوسط يبكي اليوم ويعاني ويصمت، فيما الآخرون يدوسونه بحثاً عن سلطة وثراء”.
وتابع البابا قائلاً: “في السنوات الأخيرة، أصبح الشرق الأوسط أرضاً يتركها سكّانها بسبب الحروب والعنف والدمار والاحتلال في ظلّ صمت الكثيرين وتواطؤ الآخرين… إنّ الشرق الأوسط بدون مسيحيين لن يكون شرقاً أوسط! ومعاً اليوم، نرغب في إضاءة شعلة الرجاء… لأننا عندما نرفع أيدينا نحو السماء، وعندما نمدّ يدنا لأخ لنا بدون أن نبحث عن مصلحتنا، تتأجّج نار الروح القدس، روح الوحدة والسلام”.
ثمّ ختم قائلاً: “بالنسبة إلى الصغار والمتواضعين والمجروحين الذين يقف الله إلى جانبهم، نصلّي ليحلّ عليهم السلام. فليصغِ إله العزاء الذي يشفي القلوب ويطبّب الجراح إلى صلاتنا”.
بعد انتهاء الصلاة، تبادل المشاركون سلام المسيح، فيما سلّم الشباب كلّ واحد منهم مصباحاً كرمز على التزامهم بالسلام، واضعين المصابيح على ثريا السلام الكبيرة.
ثمّ توجّه البابا وضيوفه إلى البازيليك معاً حيث اجتمعوا خلف الأبواب المغلقة، وتناولوا بعدها الغداء في المطرانية.