بدون النّدامة لا نجد يسوع.
من الواجب أن تكون حياتنا كلّها توبة متواصلة…
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
هكذا نطيّب قلوبنا بعطر الطّهر… هكذا تفوح منّا رائحة المسيح الطّيّبة…هكذا نسمح لنفوسنا أن تعانق المصلوب، وتلتمس منه الرّحمة… إنّها التّوبة…. إنّها صرختنا الّتي بها نلوذ إلى أحضان الرّبّ، لنحيا أسمى معاني الحبّ، ونتذوّق حلاوة الفرح، والرّجاء…
يعتبر أبونا يعقوب أنّ دموع التّوبة تنقّي من الخطيئة. رأى في التّوبة معموديّة ثانية. التّوبة لوح خلاص، ومحكمة مقدّسة، وفرح حقيقيّ.
التّوبة طريق الوصول إلى الفرح الإلهيّ… إنّها طريق المجدليّة، وبولس الرّسول، وأغسطينوس، و…. كلّهم تابوا، كلّهم ارتموا ساجدين عند قدمي الملك السّماويّ…
ذاك الملك الّذي أصغى إلى آهاتهم ، وحضنهم بحنانه…زوّدهم بالحبّ…. مدّهم بالقوّة… إيمانهم به طهّرهم، فزاد مسيرتهم قداسة، وقادهم إلى بهجة الخلاص….
ماذا ننتظر ….؟؟؟؟ دروبنا سالكة…فالرّبّ أضاءها بأنوار رحمته… ليست بالدّروب الوعرة، إنّما هي حدائق سلام وغبطة…
رحمة الرّبّ لا تقاس، نراه يسرع، ويسعى وراءنا لإغاثتنا… نراه بين النّازفين، والبرص، والمرضى، والمنبوذين، والتّعساء، ليبلسم برحمته جروحهم، ويكفكف بيده الطّاهرة دموع آثامهم…
لا يردّ الرّبّ من عاد إليه تائبًا، ولو كان أكبر الخطأة، فلنتّكل عليه لنخلص…
يدعونا أبونا يعقوب إلى الاعتراف، لأنّه يفتح السّماء، ويمحو الخطايا، ويعطي السّلام، الاعتراف نعمة لأنّه راحة للضّمير، وللعقل، وللقلب… الاعتراف قيامة، وحياة…
نعمة الرّبّ تغمرنا، وتفيض علينا فرحًا… فلنفتح قلوبنا المقفلة… قلوبنا ملأى غضبًا، وأنانيّةً.. سلامنا يشتاق يوميًّا، إلى تلك القبلة المقدّسة….
الرّبّ يريد أن ترتاح قلوبنا بالسّلام، والطّمأنينة، وتبتعد روحنا عن كلّ قلق، يريدنا أن نتحرّر من الخطيئة. فلنسرع، ولنرتمِ بين أحضان رحمته الأبويّة…. وحده سيفكّ قيودنا، وسيمنحنا الحرّيّة….