في متحف الشهداء الأقباط الذين سقطوا في ليبيا على يد إرهابيّي الدولة الإسلامية في كانون الثاني 2015، وبالقرب من التوابيت التي استُعمِلت لإعادة جثامينهم، تمّ الاحتفاظ بالأصفاد التي وُضعت على أيدي الشهداء خلال ذبحهم كذخائر، بالإضافة إلى ما تبقّى من بذلاتهم البرتقاليّة اللون التي كان يُجبرهم الجلّادون على ارتدائها لدى قتلهم المصوّر.
وبحسب ما أورده الموقع الإلكتروني لوكالة فيدس بقسمه الفرنسي، تمّ تدشين المتحف من قبل أسقف سمالوط للأقباط الأرثوذكس المطران بفنوتيوس، مع العِلم أنّ المتحف شُيِّد قرب الكاتدرائية حيث دُفنت الجثامين.
من ناحية أخرى، ومن بين الأغراض المعروضة في المتحف، يمكن أن نرى قطعاً نقديّة وُجدت في جيوب الأقباط المصريين الشهداء وأحذيتهم، بالإضافة إلى وثائق ثبوتيّة وكتيّبات كان اثنان منهم يسجّلان عليها ما يفعلانه كلّ يوم.
من ناحيتها، عبّرت عائلات الشهداء الذين دوّن البطريك تواضروس الثاني أسماءهم في سجلّ شهداء كنيسة الأقباط الأرثوذكسية عن فرحتها لتدشين المتحف، والذي سيكون الغرض منه “تكريم مجد الله عبر الشهداء الذين لم ينكروا يوماً إيمانهم”، خاصّة وأنّهم ماتوا فيما يلفظون “أيها الرب يسوع المسيح”، وهي جملة طبعت شهادتهم.
نشير هنا إلى أنّ جثامين الأقباط المقتولين في ليبيا وُجدت في نهاية شهر أيلول الماضي في خندق على الشاطىء الليبي، فيما كانت أيديهم ما زالت مقيّدة خلف ظهورهم، وهم ما زالوا يرتدون الزيّ البرتقالي الذي كانوا فيه لحظة قطع رؤوسهم، أي الزيّ الظاهر في الشريط المصوّر. أمّا الرؤوس فقد وُجدت قرب الجثامين.