“آن الآوان للتبشير!” هذا ما صرّح به الكاردينال الكندي الجنسية جيرالد سيبريان لاكروا، رئيس أساقفة كيبيك قائلاً: “آن الآوان لكي نغادر مناطق راحتنا ونذهب لملاقاة إخوتنا وأخواتنا الذين يبحثون عن المعنى والأمل والحياة العادلة والأمان والسلام”.
في الواقع، إنّ الكاردينال لا كروا هو المفوّض الخاص الذي اختاره البابا فرنسيس ليمثّله في احتفالات الذكرى المئوية الثانية للتبشير في غرب كندا وشمالها وقد احتفل بالقداس الإلهي في كاتدرائية سانت بونيفاس بحسب ما ذكر موقع Il Sismografo.
وفي ختام القداس، توجّه الكاردينال لاكروا إلى الأشخاص الحاضرين وأخبرهم عن لقائه بالبابا فرنسيس وحديث الأخوّة الذي جمعه به منذ أسبوع وأراد البابا من خلال مفوّضه الخاص أن يعبّر للشعب الكندي عن حضوره بينهم وقربه وانشغاله بهم في أثناء عملية الشفاء والمصالحة التي يقومون بها والبحث عن التناغم.
وقد نفى كل الإشاعات التي كانت تشير إلى أنّ البابا غير مهتمّ أبدًا بما يجري في الساحة المحليّة بل هو على العكس يحثّهم على المثابرة بحكمة وسخاء على هذا الدرب الحسّاس والضروري من أجل تحقيق شفاء القلوب والحياة فيعمّ السلام والفرح في الجماعات. وقد دعا البابا عبر الكاردينال كل الكهنة والمؤمنين إلى الصلاة على هذه النيّة.
وفي أثناء العظة، دعا الكاردينال المؤمنين إلى التحلّي بالجرأة للمضيّ في الرسالة أي انفتاح القلب والروح إلى احتياجات من نعيش ونعمل معهم، إخوتنا وأخواتنا في الإنسانية بانتظار أن تظهر علامات المصالحة والطيبة والعدل والحبّ. وتابع: “يوكل يسوع هذه المهمّة الكبيرة إلى كل الكنيسة وليس إلى البابا والأساقفة والكهنة فحسب. نحن كلنا مسؤولون عن تفعيل العمل التبشيري”.
ثم ذكّر الكاردينال: “نحن مجتمعون اليوم لأنّ عددًا كبيرًا من الرجال والناس لبّوا دعوة المسيح لأنهم تخطّوا حدود مناطق راحتهم حتى يحملوا البشرى السارة إلى الضواحي البعيدة من هذه الأرض الشاسعة.
وتابع الكاردينال ليقول بإنّ الإنجيل لا يقتصر على الكلمات فحسب بل إنه مشروع حياة وعائلة وجماعة. تقترح الرسالة الإنجيلية دفقًا كبيرًا من القيم والمواقف التي تؤثّر في المجتمع وتحوّله مثل الخمير في العجين.
وركّز الكاردينال على أنّ “التحديات” هي كثيرة في كندا: “أوَ ليس مشينًا أن نرى العديد من العائلات والأفراد يتألّمون في بلد مزدهر مثل كندا، غني في الموارد البشرية والمادية لأنّ لا مكان لهم في المجتمع؟ وكم نجد الأطفال الجياع والعطاش إلى الغذاء والحنان!”
وفي الختام، قال: “الرب يحتاج إلى عملة في حقله لأنّ الحصاد كثير”.