الصّلاة هي قوّة تؤدّي إلى القداسة….
وحدها الصّلاة تقرّبنا من الله….
“الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ”
هكذا صرخ الطّوباويّ نداءاته من الأعماق …. رفع إلى الرّبّ أجمل التّسابيح… أمعن النّظر إليه وحده، وهام بقدسيّة صليبه المبارك… أفرح قلب المصلوب، وأثلج شعلة آلامه، بصلاته الدّائمة.
أيقن أنّ الصّلاة هي مفتاح السّماء، واعتبرها قادرة على طرد الخطيئة من نفوسنا. دعانا لنحسن الصّلاة، ونعبد الله، ونشكره على إنعاماته، ونطلب منه الغفران. دعانا لنصلّي، بانتباه، وتواضع، وثقة، وثبات…
اعتبر أنّ، كما الجسد يحتاج إلى النّفَس ليحيا، هكذا النّفس تحتاج إلى الصّلاة، لتحيا فرحها الحقيقي…
لطالما ردّد:”بالمال نشتري كلّ ما يعوزنا من عند النّاس، وبالصّلاة، ما يعوزنا من عند الّله.”
طوبى لنا … لأننّا عرفناك “أبونا يعقوب”…
طوبى لنا إن سعينا كي نلتقي، حول جمال كلمتك يا ربّ …
طوبى لنا إن حملنا شموع الإيمان، واستنرنا بضياء الصّلاة…
لا شيء يقدر أن يجعلنا ننمو في الفضيلة ، مثل المداومة على الصّلاة، لأنّها تهيّئ لنا الدّخول، إلى ساحات السّماء الرّحبة…
بالصّلاة نترفّع عن دونيّة ما نعيش، ونتّحد بالله عبر الكلمة الهامسة في قلبه، ذاك السّرور الحقيقيّ…
بالصّلاة ، تصبح قلوبنا دررًا نقيّة ، تبرق طهرًا وقداسة… لأنّها صلاة من عمق القلب …
“من الأعماق صرخت إليك يا ربّ…”(مز130/8) تلك الصّلاة الصّارخة التّي تحوّل قلوبنا، من عضو جسديّ، إلى قلب حيّ نابض على وقع ترانيم سماويّة…
“الصّلاة نور النّفس، هي الوسيطة بين الله، والإنسان، الصّلاة تقودنا إلى الينبوع السّماويّ، وتجري منّا ينبوع ماء ينبع للحياة الأبديّة….” القديس يوحنّا الذّهبي الفم.
لنصلِّ.. ولندع الصّلاة تتفجّر منّا، ينابيع خير، وفرح، وحبّ… هكذا نندفع نحو الرّبّ، ونجعل قلوبنا مستعدّة، وفرحة باستقباله وبلقياه…