يشبه الأمر نصّاً سيّئاً لفيلم: جامعة صغيرة لم تفز ببطولة منذ نصف قرن تتوجه للمشاركة بآخر 4 مباريات بكرة السلّة للرجال التابعة للمنظّمة الرياضية للجامعات الوطنية!
فبناء على ما كتبه الزميل جيم فير من القسم الإنكليزي في زينيت، الجامعة كاثوليكية ويدرّب طلّابها رجل تلقّى تعليماً كاثوليكياً، وهو يذكّر في كلّ مقابلاته التلفزيونية أنّه يتمكّن من القيام بهذا العمل بنعمة من الله، وأنّ كلّ نصر يتمّ إحرازه يعود له.
أمّا مرشدة الفرقة فهي راهبة متقدّمة في السنّ، تدير الفرقة بالصلاة، وتُلقي على مسامع اللاعبين محاضرات حول الروح الرياضية.
لكن هذا ليس نصّ فيلم، بل هو واقع من الحياة: الأخت جين دولوريس شميت من جامعة لويولا في شيكاغو (الولايات المتحدة الأميركية) هي في وسط الطريق الذي يؤدّي إلى البطولة!
الأخت جين، كما يعرفها الطلّاب، تثير الضجّة، ويمكن لمن يرغب أن يشاهدها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بما أنّها تظهر في جميع الجرائد والتلفزيونات والإذاعات الأميركية.
لكن لا تتخيّلوا أنّ الأخت جين جديدة في هذا المجال. فهي إحدى راهبات المحبّة منذ 81 سنة، وقد خدمت في لويولا منذ أكثر من 50 سنة. وخلال العقد الأخير، أصبحت مرشدة فريق الرجال لكرة السلّة، “رامبلرز”، وشعاره الذئب!
في الواقع، لها من العمر 98 عاماً!! وهي تثير ضجّة كبيرة لأنّ الفريق عرف هذا الموسم قصّة خياليّة مع نتيجة 32-5، وربح بطولة ” Missouri Valley Conference” وتأهّل ليشارك في نهائيّات البطولة التي ابتدأت مع 128 فريقاً.
وفي حالة لويولا، تُضفي الأخت جين وجهاً كاثوليكياً على المباراة، وهي لا تبرّر تحيّزها بل تقول: “أطلب إلى الله أن يتكرّم على لويولا كي نفوز في نهاية الشوط. هؤلاء الطلّاب يلعبون بقلبهم وبعقلهم لأنّهم يحبّون مدرستهم ويحبّون كرة السلّة”.
وعدا عن إثارتها الضجّة، خلقت الأخت جين طلباً متزايداً على القمصان القطنية التي تحمل اسمها “الأخت جين”، بالإضافة إلى ثياب أخرى. وكان يمكن لأيّ شخص آخر أن يتحلّى برؤية مختلفة للحياة، وأن يعتبر الأمر فرصة للاستفادة مادياً من الاعتراف المفاجىء باسمه. إلّا أنّ الأخت جين أعطت الجامعة الإذن بتوقيع اتّفاقيات الرخصة، لتعود الإيرادات إلى صندوق لويولا الرياضيّ.
كما ولم تطلب الأخت جين يوماً شيئاً لنفسها، لكنّ جزءاً من مبيعات القمصان القطنية سيعود إلى “منظّمة الطوباوية مريم العذراء الخيرية” التي أسّستها.