ترأّس البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد 12 آب مع الشبيبة والزوّار الحاضرين في ساحة القديس بطرس الذين وصل عددهم إلى 90 ألف شخص وتابع الحديث الذي بدأه مع الشبيبة مساء السبت عندما التقى بهم في سيرك ماكسيم. علّق على رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس منطلقًا من الآية 30 من الفصل الرابع: “لا تُحزنوا روح الله القدوس الذي به خُتمتم ليوم الفداء”.
وقال: “لا يمكن للمسيحي أن يكون خبيثًا بل عليه أن يعيش بشكل متناغم. إنّ لمواعيد العماد جانبان: التخلّي عن الشرّ والالتزام بالخير. أن يمتنع الإنسان عن الشرّ يعني أن يقول “لا” للإغراءات والخطيئة والشيطان أي أن يقول “لا” لثقافة الموت التي تتجلّى في الهروب من الواقع نحو سعادة زائفة يُعبَّر عنها بالكذب والغشّ والظلم واحتقار الآخر. أن نقول “لا” لكلّ تلك الأمور. إنّ الحياة الجديدة التي وُهبَت لنا ترفض السلوك الذي تسيطر عليه مشاعر الانقسام والخلاف. لهذا يحثّنا القديس بولس إلى التخلّص من “المرارة والسخط والغضب والصياح والتجديف مع كل خبث” (راجع أفسس 4: 31).
وتابع: “إنما أن نمتنع عن القيام بالشرّ لا يكفي لكي نكون مسيحيين صالحين: يجب أن نلتزم بفعل الخير! ويقول القديس بولس في هذا الشأن: “كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضًا في المسيح”. غالبًا ما نسمع أشخاصًا يقولون: “أنا لا أؤذي أحدًا” ويظنّون بفعلهم هذا أنهم قديسون. حسنًا، ولكن هل تصنع الخير؟ يوجد الكثيرون ممّن لا يؤذون إنما لا يصنعون الخير مقابل ذلك وتتابع حياتهم في اللامبالاة والبرودة والفساد. إنّ هذا الموقف يناقض الإنجيل ومزاجكم، أنتم أيها الشبيبة الممتلئون ديناميكية وعطف وشجاعة”.
ثم طلب منهم أن يكرّروا قولاً للقديس ألبيرتو هورتادون الذي كان يردّد: “من الخير أن لا نقوم بالسوء إنما من السوء أن لا نقوم بالخير”.