تعالوا إلى القدّاس… أجمل صلاة!
القدّاس شمس العالم….
القدّاس هو مختصر كلّ شيءٍ جميل، وصالح في ديانتنا المقدّسة….
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
متى أشرقت الشّمس..ابتهجت النّفوس.. ونهضت من ثباتها العميق…
مع كلّ ضياء جديد، تفرح قلوبنا لتستقبل شعاع أملٍ جديد، شعاع ضياء النّورالإلهيّ، هذا النّور الّذي يبثّ في أرواحنا ذاك النّشاط، وتلك الجهوزيّة الخيّرة، والمندفعة نحو التّسامي، والارتقاء إلى الفرح الأكبر…
إنّه ذاك الضّياء الّذي يبهر بصيرتنا، إنّه نور القدّاس ….
في القدّاس الإلهي، غذاء لنفوسنا المتعطّشة إلى فرح الحياة، والتّائقة إلى النّهوض من أقبية واقعها الدّاكن. القدّاس الإلهي، دواء أسقامنا، وآهاتنا الّتي تدوّي في داخلنا، دويّ الحيتان الوحيدة في اتساع المحيطات…
يتساءل الكبّوشيّ قائلًا: ” أتريد يا صاح أن تمدح الله كما يجب ويليق؟ إحضر القدّاس.
أتريد أن تكفّر عن خطاياك الماضية؟ إحضر القدّاس.
أتريد أن تدخل النّعيم ؟ إحضر القدّاس.”
المشاركة في القدّاس الإلهيّ، نبض قلوبنا، وغذاء أرواحنا. الإصغاء إلى كلمة الرّبّ، وعيشها، هِداية سماويّة تقودنا إلى ميناء الخلاص…
قال الرّبّ: إنّ جسدي مأكل حقّ، ودمي مشربٌ حقّ، من أكل جسدي، وشرب دمي ، فله الحياة الأبديّة”(يو6/54)
الرّبّ وهبنا الحياة الأبديّة، فلم لا نهرول مسرعين إلى قبول تلك النّعم، واكتساب الفضائل مع تناول جسد الرّبّ ؟؟؟
القربان المقدّس حصن منيع أمام التّجارب. بتناول القربان المقدّس، يتّحد يسوع بالمؤمن، “من أكل جسدي وشرب دمي يثبت فيّ، وأنا أثبت فيه” (يو6/56)
أعنّا يا ربّ… ساعدنا كي نستعدّ إلى اللّقاء بك، كي نتذوّق حلاوة ذاك الحبّ، ونحيي نفوسنا حياة أبديّة، في كلّ مرّة نشارك فيها في القدّاس الإلهيّ، في كلّ مرّة ندخل الكنيسة، لائذين إليك، لنتاول بإيمانٍ نَهِمٍ، فرح القربانة المقدّسة…