تنضوي الزيارة الرسمية التي سيقوم بها البابا فرنسيس إلى إيرلندا تحت شعار “الرجاء والثقة” في “القوّة المحرّرة والمحوّلة والمخلّصة لمحبة الله الكامنة في العائلات”. هذا ما أكّده أمين سرّ حاضرة الفاتيكان في مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز يوم الأربعاء 22 آب، قبيل ثلاثة أيام على انطلاق البابا إلى اللقاء العالمي للعائلات في دبلن الذي افتُتح في 21 آب ويستمّر حتى 26 منه.
وقال الكاردينال بإنّ زيارة البابا إلى إيرلندا “ستكون مناسبة لإعادة التأكيد على التعاليم الغنية التي تعطيها الكنيسة حول العائلة وتسليط الضوء على الدور الأساسي والمكانة الخاصة التي تحتلّها الأسرة في الكنيسة والمجتمع. هذا فضلاً عن التشديد على رسالة العائلة كحقيقة حب وإخلاص ودعمها في مهمّتها من أجل نقل الحياة والتثقيف عنها”.
وتابع بإنّ حضور البابا سيكون مصدر تشجيع لمساعدة العائلات في رسالتها وبالأخصّ في جهودها لكي تشهد لحضور حبّ الله وقدرتها على توليد السعادة التي يبحث عنها العالم اليوم من كلّ قواه”.
ذكّر أمين سرّ حاضرة الفاتيكان بالدور الأساسي الذي تضطلع به للشهادة لفرح الإنجيل والله” وقال: “نحن نعيش اليوم في حقبة حيث الانعزال والوحدة هما المسيطر الأول. انعزال ووحدة… اللذان ينتهيان في الختام بعزلة تجاه الله.
ثم فسّر مستندًا إلى كلمات البابا في هذا الصدد، بأنّ “وظيفة الأسرة هي إيقاظ الإحساس بالانتماء والاتحاد والاحترام على الصعيدين الفردي والجماعي. أعتقد بأنّ العائلة تضطلع بهذا الدور اليوم في مجتمعنا”.
ثم تطرّق البابا إلى أنّ الكنيسة هي مدعوّة إلى لعب هذا الدور في المجتمع مركّزًا على أنّ ما هو أساسي هو الشهادة بالأخصّ من خلال الأمثال والأعمال لجمال الإنجيل وحقيقته في عالم اليوم”.
ثم تحدّث الكاردينال عن ضرورة “القرب من الناس ومرافقتهم في مسيرة النموّ والشفاء إنها المرافقة التي تقدر على الإصغاء والحوار والنمو معًا”. وتابع بأنه من المهمّ “تشجيع الجماعة السياسية على التنبّه إلى الوضع العائلي واحتياجاته واتخاذ تدابير تشريعية مناسبة”.
الواجب الأوّل، القرب من الضحايا
علّق أمين سرّ حاضرة الفاتيكان على تقرير الاعتداءات الجنسية في بنسلفانيا، الولايات المتحدة الذي صدر في الآونة الأخيرة وقال: “لقد تأثّرنا وما زلنا حتى الآن متأثّرين في هذه الظاهرة التي كان لها وقعًا سلبيًا على الشهادة في الكنيسة. لطالما البابا أصرّ على أنّ واجبنا الأوّل هو أن نكون قريبين من الضحايا وأن نساعدهم على إعادة بنيان حياتهم”.
وأما عن الاعتداءات الجنسية التي حصلت في إيرلندا فقال الكاردينال بإنّ الكنيسة هناك أقرّت بنقاط ضعفها وأخطائها وهي تحول دون تكرار هذه الفظائع”.