يوم السبت 25 آب، وضمن اليوم الأوّل من زيارته إلى دبلن لأجل لقاء العائلات العالمي، سيتوقّف البابا فرنسيس ليصلّي أمام ذخائر المكرّم مات تالبوت (1856 – 1925)، وهو المُسمّى “القدّيس السكّير”، بحسب ما ورد في مقال أعدّته الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت.
في التفاصيل، المكرّم شخصيّة محبوبة جداً في البلاد: سكّير منذ فترة مراهقته، تمكّن ذاك العامل من التحرّر من آفة الإدمان على الكحول، وأصبح صانع خير مع الأكثر حاجة.
وُلد عام 1856 وكان تلميذاً غير منضبط إطلاقاً، إلى درجة أنّه أُرسِل للعمل في سنّ الثانية عشرة كخادم في مستودع للنبيذ والجعة، فعاد إلى منزله ثملاً من كثرة شرب الجعة.
حاولت عائلته إيجاد عمل ثان له على أرصفة المرفأ، فعاد إلى المنزل ثملاً من كثرة شرب الويسكي.
في السابعة عشرة، باع ما يملك، حتّى ثيابه، ليشتري ما يشربه. وفي السابعة والعشرين، كان يشرب ما يكسبه من المال!
في أحد الأيّام، أقسم أنّه لن يشرب طوال ثلاثة أشهر، إلّا أنّ معاناته بلغت حدّها إلى درجة أنّه عاد وأقسم لأمّه أنّه سيعاود الشرب مع نهاية الأشهر الثلاثة. فكان هذا بداية ارتداده، إذ أنّه بدأ يذهب إلى القدّاس كلّ يوم في الخامسة صباحاً ويتناول جسد المسيح.
كما وأنّه لم ينكث بوعده الأخير، ولم يتخلّ عن آفة الشرب فحسب، بل توقّف عن التفوّه بالكلمات البذيئة، وأصبح يرغب في النوم على لوحَين، وفي الصلاة والصوم.
بعد ذلك، وجد عملاً في مستودع للخشب، وقيل آنذاك إنّه حيثما كان يعمل، توقّفت عمليّات السرقة، ولم يعد أحد يسمع كلاماً بذيئاً.
كانت قراءاته الأساسية تقتصر على الكتاب المقدّس، وكان يقتصد جداً في الإنفاق. كان يكتب روحانيات بغاية العمق إنّما مليئة بالأخطاء، بسبب عدم إنهائه دراسته.
توفّي عام 1925 إثر نوبة قلبيّة في شارع من شوارع دبلن.
افتُتحت دعوى تطويبه عام 1931. وفي 3 تشرين الأول 1975، أعلن البابا بولس السادس عن مزاياه.
واليوم، ترقد ذخائره في كنيسة سيدة لورد في دبلن.
