“إنّ توصيات “مثل أمّ مُحِبّة” هي التي تُطَبَّق”: هذا ما أكّده البابا فرنسيس متطرِّقاً إلى الوثيقة حول عمل الكنيسة لأجل حماية القاصرين والراشدين المُعرَّضين للاعتداءات.
فبحسب ما نقلته لنا الزميلة إيلين جينابا من القسم الفرنسي في زينيت، أجاب الأب الأقدس عن أسئلة الصحافيين ضمن مؤتمر صحفي عقده على متن الطائرة التي أعادته من دبلن إلى روما.
وفيما يختصّ بموضوع الاتّهامات الموجّهة للأساقفة، شرح البابا أنّ “هناك هيئة محلّفين لمحاكمة كلّ أسقف، والهيئة ليست نفسها التي تنظر في جميع الدعاوى، مع العلم أنّ هيئة المحلّفين تكون مؤهّلة لتولّي القضايا”.
نشير هنا إلى أنّ “الرسالة البابوية” المُعنونة “مثل أمّ مُحِبّة” نُشِرت في 4 حزيران 2016، وهي تنصّ على أنّ الأساقفة الذين يُظهرون “إهمالاً” في إدارة ملفّات التحرّش، عليهم أن يتخلّوا عن مهامهم.
في السياق عينه، دعا البابا فرنسيس جميع الكاثوليك إلى المشاركة في النضال ضدّ الاعتداءات في الكنيسة قائلاً: “عندما نرى شيئاً ما، فلنتكلّم مباشرة. هذا أوّل ما يمكن لشعب الله فعله. يجب عدم تغطية تلك الوقائع”.
كما ودعا الحبر الأعظم وسائل الإعلام ألّا تخلق “جوّاً من الشعور بالذنب” قبل تأكيد الوقائع. وأضاف على مسامع الصحافيين: “إنّ عملكم بغاية الدقّة إذ عليكم مرافقة الأحداث وقول الأمور كما هي، لكن دائماً مع قرينة البراءة الشرعية وليس قرينة الذنب! هناك فرق بين المُخبِر الذي ينقل مشاهداته ولا يدّعي الإدانة مسبقاً، وبين المحقِّق الذي يعتبر نفسه شيرلوك هولمز وينطلق مباشرة من قرينة الذنب”.
من ناحية أخرى، ورداً عن سؤال طُرِح عليه بشأن المهاجرين واستقبالهم، قال البابا: “إنّ شعباً يستقبل المهاجرين بدون أن يكون يتمتّع بالقدرة على إدماجهم في المجتمع، من الأفضل ألّا يستقبلهم. لا يتعلّق الأمر باستقبالهم تحت النجوم، بل باستقبالهم بشكل منطقيّ. وهذا يُطبَّق على كامل أوروبا”.
ثمّ تكلّم الأب الأقدس عن “انفتاح القلب للجميع” وعن “الإدماج كشرط للاستقبال”، بالإضافة إلى “حذر الحكّام لفعل ذلك”.
كما وشرح الحبر الأعظم ما يحصل للمهاجرين “الذين تتمّ إعادتهم فيقعون ضحيّة تجّار البشر”: “إنّهم يخضعون لأكبر العذابات… لذا، يجب التفكير مليّاً قبل إعادتهم”.