لم يعد خافياً على أحد أهمية وتأثير الثناء والتقدير والتحفيز على سلوك وأداء الأفراد، لاسيما في مكان العمل، فالإشادة بجهود وإنجازات الآخرين يوفر نوعاً من التجربة الإيجابية أو الارتقاء الذي يمكن أن يرفع من معنويات الموظفين ويساعد في تعزيز أدائهم وتجديد التزامهم بالمؤسسة.
حسب استطلاع للرأي نفذته مؤسسة غالوب عام 2004 حول أهمية الثناء والتقدير خلصت إلى أن الموظفين الذين يتلقون إشادة هم أكثر إنتاجية وأكثر احتمالاً للبقاء مع مؤسستهم، ومع ذلك، فإن الطريقة التي يتم بها تقديم الثناء لها تأثير كبير على فعاليتها، حيث أشارت مؤسسة غالوب إلى أنه ينبغي الإشادة بالإنجازات الحقيقية فقط وأن الكلمات الفارغة لا قيمة لها، في الواقع، إن المديح غير المكتسب يمكن أن يلحق ضرراً بالفرد ومجموعة العمل أكثر من أي شيء أخر فهو لا يمنع الموظفين من معرفة متى يحتاجون إلى التحسين فقط بل وقد يقلل من تأثير الثناء الحقيقي الذي يتم تقديمه في أوقات أخرى.
من الواضح أنّ الثناء والتقدير ليس علماً دقيقاً بل كثيراً ما يعتمد على ثقافة عملك ونوع العلاقات التي لديك مع موظفيك، ومع ذلك، يمكننا أن نلقي نظرة على بعض أفضل الممارسات المجربة والحقيقية التي تساعد على تعزيز أداء فريق العمل من خلال الثناء والتقدير:
إضفاء اللمسة الشخصية: لا يوجد خطأ في تقديم عبارات الثناء على الجوانب الايجابية التي يتميز بها أحد الموظفين، ولكن إضفاء اللمسة الشخصية عليها يترك أثراً دائماً، فعلى سبيل المثال إذا كنت قد تلقيت رسالة بريد إلكتروني أو رسالة نصية من رئيسك في العمل تخبرك بأنك قمت بعمل رائع فمن المحتمل أنك لا زلت تتذكر تلك اللحظة بشكل واضح، لأن هذه اللمسة تجعل الثناء أكثر قيمة وإخلاصاً، إن حقيقة أنك أخذت بعض الوقت من جدولك الخاص للثناء على الموظف شخصياً تحدث فرقاً في نفسه.
تشجيع العمل الجماعي وروح الفريق: يعود الأمر إليك في تعزيز وتشجيع ثقافة العمل التي يثني فيها الموظفون على بعضهم البعض، والتي تؤدي حتماً إلى تطوير قوى عاملة أكثر تعاوناً، حيث توصلت دراسة إلى أنه على الرغم من أهمية الثناء من قبل المديرين وأصحاب العمل، إلا أن الموظفين يميلون إلى الاستجابة بشكل أفضل للثناء من أقرانهم، فهؤلاء هم الأشخاص الذين يعملون معهم كل يوم بشكل وثيق والأشخاص الذين يفهمون حجم الجهود التي يبذلونها بشكل أفضل.
دعم تطور الموظفين داخل المؤسسة: إن تقديم الثناء للموظفين بشكل منتظم يعد حافزاً على الالتزام وعدم التخلف عن العمل، بل وأكثر من ذلك سيستمر الموظفون الذين يشعرون بالتقدير ويستحقون الثناء في مساهماتهم الإيجابية في العمل بجد، علينا أن ندرك أن الثناء لا يجب أن يكون دائماً لفظياً بل يمكنك تقدير العمل الجيد الذي يقوم به الموظفين من خلال مساعدتهم على التحسن والتطور، فاستثمر في تطوير موظفيك، قدم لهم التدريب وتعرف على أهدافهم لتساعدهم على الوصول إلى تلك الأهداف.
كن محدداً: إن شكر موظفيك على مهام محددة هي عادة جيدة أخرى يجب أن تبدأ في ممارستها، لا تقل فقط “شكراً على كل ما تفعله”، بل اشرح سبب إعجابك، فكلما كنت أكثر تحديداً حول ما يفعله موظفوك بشكل جيد، كلما زادت قوة الإطراء، حيث يتيح تقديم الثناء الدقيق لموظفيك فهم ما يقومون به بشكل جيد وتحديد ما يحتاجون إلى تحسينه، إنها الطريقة الأكثر مباشرة لمكافأة السلوك الجيد والتأكد من أن موظفيك يعرفون بالضبط كيفية توجيه جهودهم، وهو نهج إيجابي للإدارة يدل على التواصل الفعال.
إن تقديم الثناء والتقدير لفريقك لا يكلفك شيئًا، كل ما يتطلبه الأمر هو التفكير والرعاية، وهذا في جوهره هو ما يدفع فريقك إلى تقديم المزيد وتحسين الأداء، عليك فقط أن تكون مدركاً لمشاعر الآخرين وأن تكون متناغماً مع ما يحدث في عملك، وتذكر أن الاعتراف بالجهد والإنجاز يعزز نفسه بنفسه فمن خلال بناء ثقافة الثناء داخل مؤسستك، سيكون لديك بيئة أكثر وداً وسعادة وأكثر إنتاجاً من خلال اجتذاب واستبقاء أفضل المواهب.
Reference:
James Manktelow, Julian Brikinshan (2018). 100 ways to be a better Boss; Mind tools for managers. (USA). Pp. 126- 128