“يتطلّب التمييز الأصيل تعلّم صبر الله وتوقيته اللذين يختلفان عن صبرنا وتوقيتنا”: هذا ما أكّده البابا فرنسيس ضمن برقيّة موقّعة من أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين أرسلها لمنظّمي المؤتمر المسكوني السادس والعشرين حول الروحانية الأرثوذكسية، والذي عنوانه “التمييز والحياة المسيحية”، والمنعقد بين 5 و8 أيلول 2018 في بوز في إيطاليا.
وبحسب ما نقلته لنا الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت، تمنّى الأب الأقدس في برقيّته أن “تحفّز أيّام التبادل الأخويّ تلك البحث عن معايير التمييز الشخصيّ والتمييز في المجتمع، لبلوغ معرفة الله وفهم مشيئته، إذ فيهما تكمن وفرة الحياة”.
في السياق عينه، بعث بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأوّل وبطريرك موسكو الروسي كيريل برقيّتين للمشاركين في المؤتمر. ومن بين الرسائل الأخرى أيضاً، يمكن أن نجد رسائل بطريرك رومانيا دانيال، وتواضروس الثاني (بطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للأقباط الأرثوذكس)، ومتروبوليت كييف أونوفريج.
أمّا رئيس أساقفة كانتربري وكبير الكنيسة الأنجليكانية جاستن ولبي فقد كتب في رسالته: “من واجبنا الأخلاقي أن نراعي إرادة الله في حياتنا وفي قراراتنا. لكن لكي نفعل ذلك، نحتاج إلى هبة التمييز”.
رسالة البطريرك المسكوني برتلماوس الأول
وصف برتلماوس الأوّل التمييز على أنّه العنصر الأساسي في حياة الكنيسة: “إنّه معرفة حدودنا وحقيقة الخطيئة”.
وكما وصف برتلماوس ذلك، “تنمو حياة الكنيسة كلّها على أنّها تمييز. ويجب تشجيع التمييز لتحفيز الحوار بين المسيحيين، والحوار مع الديانات غير المسيحية، بالإضافة إلى تنظيم مبادرات ونشاطات مشتركة حول المسائل الكبيرة المعاصرة”.
رسالة بطريرك موسكو كيريل
في رسالته، أشار بطريرك موسكو إلى أنّ “التمييز الروحي في الكتابات غالباً ما يكون محدَّداً على أنّه مصدر وأساس جميع القيم، وأكبر هبة من النعمة الإلهية، لأنّها تساعد الإنسان على العيش بناء على مشيئة الله. في الواقع، وفي عالم اليوم، تطال كلّ فرد كمية هائلة من المعلومات التي لا يسهل علينا العمل بحسبها: فطريقة العيش التي لا تتماشى والتعليم المسيحي مفروضة عليه، بالإضافة إلى العديد من التجارب التي تجتاحها”.
وختم كيريل رسالته قائلاً إنّ مهمّة الكنيسة في العصر الحالي تقضي تحديداً بتعليم جيل الشباب تمييز الخير عن الشرّ، والحقيقة عن الكذب: “إنّ العمل المشترك في هذا المعنى يمكن أن يصبح مساهمة كبيرة في التعاون بين الكنائس في نشر إنجيل المسيح في العالم”.