“أيها الإخوة، لقد شاع خبر ما يجري عندكم من فاحشة، ومثل هذه الفاحشة لا يوجد ولا عند الوثنيين (…) ومع ذلك فأنتم منتفخون من الكبرياء!”إنه عتاب وجهه القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنتوس (5: 1 – 8) إلى هؤلاء المسيحيين الذين وبحسب ما رأى بولس يعيشون حياة مزدوجة. لاحظ البابا أنّ الرسول بولس كان جدّ مغتاظًا من هؤلاء المسيحيين “المنتفخين من الكبرياء”، الذين يدّعون بأنهم منفتحون…. وذكّر مار بولس أنّ القليل من الخمر يخمّر كل العجين.
الإنجيل يحوّل الإنسان بالكامل
أكّد يسوع لتلاميذه ذلك عندما تحدّث عن “الزقاق الجديدة والخمر الجديد” (مرقس 2: 22). وتابع البابا: “حداثة الإنجيل والمسيح لا تكمنان في تحويل أنفسنا فحسب بل تحويل روحنا وجسدنا أيضًا، كل شيء، أي تحويل الخمر إلى زقاق جديدة. حداثة الإنجيل هي تامة وكاملة. هي تحوّلنا من الداخل نحو الخارج: روحًا وجسدًا وحياة يومية”.
حداثة الإنجيل وحداثة العالم
لاحظ الأب الأقدس أنّ مسيحيي كورنتوس لم يفهموا الحداثة التامة للإنجيل، التي ليست إيديولوجية أو أسلوب عيش إجتماعي يتكيّف مع عادات وثنية. حداثة الإنجيل هي قيامة المسيح، هي الروح الذي أُرسل إلينا ليرافقنا في حياتنا. نحن المسيحيين، رجال ونساء الحداثة، وليس حداثة العالم، لأنه يوجد تعارض بين “حداثة يسوع وحداثة العالم التي يقترحها علينا”.
أن نكون ضعفاء، نعم إنما ليس منافقين
أدان بولس الأشخاص الفاترين، اللاأخلاقيين، الذين يتظاهرون، إنهم منافقون. وكرر البابا: دعوة يسوع هي دعوة إلى الحداثة. “يمكنكم أن تقولوا لي “ولكن يا أبتِ نحن ضعفاء وخطأة… إنما هذا أمر مختلف. إن قبلت أن تكون خاطئًا وضعيفًا، يسامحك، لأنّ حداثة الإنجيل تكمن في الاعتراف بأنّ يسوع المسيح قد أتى ليغفر خطايانا. إنما أن تقول بإنك مسيحي وأن تعيش مع حداثة هذا العالم فأنت إذًا منافق. هذا هو الفرق”.
درب يسوع هو درب استشهاد
لا يخدع يسوع من يريد أن يتبعه وذكّر البابا كيف ينتهي مقطع الإنجيل الذي اقترحته ليتورجيا اليوم: قرار الكتبة وعلماء الشريعة بقتل يسوع. “إنّ درب من يختار حداثة المسيح هو درب المسيح أي الاستشهاد”. ليس بالضرورة أن يكون استشهادًا مضرّجًا بالدماء بل أن يكون استشهادًا يوميًا. “نحن في الطريق ويرانا المتّهم الكبير الذي يثير متّهمي اليوم حتى يحاربونا وختم البابا فرنسيس بأنه يجب عدم التفاوض مع حداثة العالم ولا التخفيف من البشارة بالإنجيل”.