“الصليب هو يسوع الذي ارتفع والشيطان الذي انهزم”: هذا ما أكّده البابا فرنسيس خلال احتفاله بالذبيحة الإلهية لمناسبة عيد ارتفاع الصليب صباح اليوم من دار القديسة مارتا.
وفي التفاصيل التي نقلتها لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، أشار الأب الأقدس إلى أنّ الصليب يجسّد كلّ ما فعله يسوع في حياته، ناصحاً المؤمنين ألّا يخافوا من “التأمّل بالصليب كلحظة فشل” وقائلاً: “عندما تأمّل بولس في سرّ الصليب، قال الكثير من الأشياء، وأخبرنا أنّ يسوع أفنى نفسه وجعلها خطيئة حتّى النهاية، آخِذاً جميع خطايانا وخطايا العالم: كان يسوع “ممسحة”، وكان ملعوناً. وبولس لم يخشَ إظهار هذه الهزيمة، وهذا يمكنه أن يوضح قليلاً لحظاتنا الصعبة ولحظات فشلنا”.
وتابع البابا عظته قائلاً: “إلّا أنّ الصليب أيضاً هو رمز للنصر بالنسبة إلينا نحن المسيحيين. فيسوع الذي أصبح خطيئة تغلّب على مُبدع الخطيئة، وتغلّب على الأفعى. ويوم الجمعة العظيمة، كان الشيطان مسروراً إلى درجة أنّه لم يتنبّه للفخّ الذي وقع فيه! رأى الشيطان يسوع مهزوماً ومحطّماً، لكنّه هو مَن أصبح مهزوماً إلى الأبد ومُجرّداً من القوّة. ومنذ تلك اللحظة، أصبح الصليب رمزاً للنصر… إنّ نصرنا هو صليب يسوع، نصراً أمام عدوّنا، أي الأفعى الكبرى والمُتّهِم. في الصليب، تمّ إنقاذنا ضمن المسار الذي أراد يسوع اجتيازه حتّى الحضيض، لكن مع قوّة الألوهيّة”.
ثمّ دعا البابا المؤمنين إلى النظر إلى الصليب لأنّه القوّة لمتابعة التقدّم. “بالتأكيد، إنّ الشيطان المهزوم ما زال ينبح ويُهدّد. لكن كما قال ذلك آباء الكنيسة، إنّه كلب مُقيَّد. لذا، لا تقتربوا منه فلا يعضّكم. لكن إن ذهبتم لمداعبته لأنّكم لم تستطيعوا مقاومة ذاك الإغراء، فاستعدّوا، لأنّه سيقضي عليكم”.
وختم الأب الأقدس عظته قائلاً: “إنّ الصليب يُعلّمنا أنّ الحياة تضمّ الفشل والنصر. وعلينا أن نكون قادرين على احتمال الهزيمة والفشل بصبر، وعلينا حتّى احتمال خطايانا، لأنّه هو مَن دفع الثمن لأجلنا. كما وعلينا احتمالها فيه، وطلب السماح عنها فيه أيضاً، بدون أن ندع ذاك الكلب المقيَّد يغرينا”.
ثمّ توجّه الحبر الأعظم للجميع ناصحاً إيّاهم: “اليوم، كم من الجميل اليوم أن نأخذ 5 أو 10 أو 15 دقيقة أمام المصلوب والنظر إليه، فهو رمز هزيمتنا التي تتسبّب بالاضطهادات، لكنّه أيضاً رمز نصرنا، ففيه انتصر الله”.