“لا يتبع المسيحي مؤسسة بل يسوع!” هذا ما أعلنه البابا فرنسيس عندما حاور حوالى عشرين شابًا من أبرشية غرونوبل فيين الذين طرحوا عليه الأسئلة حول مواضيع التبشير والحياة الجنسية والدعوات.
سلّمهم البابا “سرًا” حول التبشير: القرب! لأنّ الرسالة المسيحية هي رسالة قرب. ونصح: “يجب أن تصغوا، قبل أن تتكلّموا، تصرّفوا… إنّ الأمر الأخير الذي يجب أن يقوم به المرء هو الكلام”. ثم من جديد، أوضح البابا بأنّ الرسالة المسيحية لا تصل “بجلوسنا على الأريكة” بل هي في مسيرة دائمة وإلاّ فسيكون الشاب قد تقاعد عن عمر العشرين.
ذكّر البابا في خطابه للشبيبة أنّ “الإنجيل يضع الفقراء في المركز”: “إن لم تكن فقير الروح فأنت لن تكون مسيحيًا شجاعًا. لا يمكننا أن نقترب من الفقراء ونحن من علُ”.
هذا وذكّر بأنّ الانتماء إلى الكنيسة هو قبل أي شيء ليس انتماء إلى مؤسسة بل إلى شخص، إلى يسوع. يجب أن نتبع يسوع وليس النتائج الاجتماعية: إن كانت الكنيسة صغيرة أم كبيرة… لا، يسوع. أن نتبعه في الأوقات التي تكون فيها الكنيسة مزدهرة أو تمرّ في صعوبات.
تابع البابا ليقول بإنّ المسيحي هو شخص يلتزم حيثما وُجد: “لا يمكننا أن نكون مسيحيين إن لم نلتزم في المجتمع. ولكي تكون مسيحيًا صالحًا، عليك أن توسخ يديك في مساعدتك للغير. وهذا ليس من خلال الأفكار فحسب بل من خلال الأعمال. الالتزام”. وحذّر من “عدوّين” يهدّدان الالتزام المسيحي: الأنانية والفساد.
واعترف للشبيبة: “عندما كنت كاهن رعية لمدة ستة أعوام كان أجمل عمل قمت به (…) أظنّ أنه لو تمّ تعييني كاهن رعية اليوم، فأول ما سأفعله هو الذهاب إلى هناك وفتح الكنيسة والجلوس لاستقبال الناس. (…) والأمر الثاني الذي أحب أن أفعله هو الخروج في الحيّ وإلقاء التحية على الناس: “ما اسمك؟… أن أنظر في عيون الآخر”.
وفي الختام، تطرّق البابا إلى موضوع الدعوات الكهنوتية والدينية وقال: “أنا أخاف من الإكليريكيين الذي يستسلمون. هل تريد أن تكون كاهنًا؟ كُن رجلاً حقيقيًا يسير قدمًا إلى الأمام. هل تريدين أن تكوني راهبة؟ كوني امرأة ناضجة تسير قدمًا إلى الأمام. لا تنكروا الإنسانية أبدًا! لأنّ الأذى الذي يقترفه الكاهن العصبي أو الراهبة العصبية هو أمر رهيب!”