مع إصداره دستوراً رسولياً جديداً تحت عنوان « Episcopalis communio » أو “الشركة الأسقفية” الذي نُشر البارحة في 18 ايلول الحالي، أراد البابا فرنسيس أن يصبح سينودس الأساقفة “أداة للإصغاء إلى شعب الله”، بناء على ما ورد في مقال أعدّته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
وقد وقّع الأب الأقدس على 27 مادة تشرّع استشارة المعمّدين ضمن الجماعات، وتدير سَير السينودس وبُنيته.
في مقدّمة الدستور الجديد، ذكّر البابا أنّ “الشركة الأسقفية” تظهر بشكل خاصّ في سينودس الأساقفة الذي أسّسه بولس السادس في 15 أيلول 1965 على أنّه “إرث غنيّ من المجمع الفاتيكاني الثاني”… والسينودس مدعوّ اليوم “ليكون قناة مؤهّلة لنشر الإنجيل في العالم وتعزيز الحركة الإرساليّة”.
كما وأشار الأب الأقدس إلى أنّه منذ تأسيسه، تابع السينودس التطوّر… كما وأنّه “يمكن للسينودس أن يعرف تطوّرات أخرى بعد لتشجيع الحوار أكثر والتعاون بين الأساقفة ومع أسقف روما”.
ومع تنبّهه الخاصّ لبُنية سينودس الأساقفة، أشار البابا إلى أنّها يجب أن تصبح بعد تطبيقاً فعّالاً للأسقفية في جميع الكنائس، مُذكِّراً أنّ الأسقف هو في الوقت عينه “سيّد وتلميذ: يكون سيّداً عندما يُعلن كلمة المسيح، وتلميذاً عندما يُصغي إلى صوت المسيح الذي يتكلّم عبر شعبه. لذا، على السينودس أن يصبح أكثر فأكثر أداة إصغاء لشعب الله”.
إعطاء الصوت لشعب الله
في الواقع، شرح الأب الأقدس أنّه “حتّى ولو بقيت هناك منظّمة أسقفية في تشكيلتها، فإنّ السينودس لا يعيش منفصلاً عن باقي المؤمنين. إنّه أداة مُخصّصة لإعطاء الصوت لشعب الله. وهكذا تعبّر أصوات الأساقفة في الاقتراع عن صوت الشعب المسيحي الذي هم رعاته”.
وبالنسبة إلى البابا، إنّ استشارة الكنائس، حتّى خلال التحضير، هي بغاية الأهمية. لذا، يمكن استدعاء مشاركين آخرين غير الأساقفة. وأصرّ البابا على مراعاة “اختلاف الثقافات” بحسب الكنائس لدى تطبيق قرارات السينودس.
وأكّد الأب الأقدس أيضاً أنّ “عمل السينودس لا ينطلق فقط من شعب الله، بل هدفه النهائي هو أيضاً شعب الله الذي يجب أن تنسكب عليه هبات الروح القدس”، معتبراً أنّه مع السينودس، “سيكون واضحاً أكثر أنّ الشركة في كنيسة المسيح عميقة ومترسّخة بين الرعاة وشعب الله أكثر من الشركة بين الأساقفة والحبر الأعظم، والذي ليس في النهاية إلّا أسقفاً من بين الأساقفة”.
وفي النهاية، أشار البابا إلى “أهمية دور السينودس في المسكونية، خاصّة وأنّه يمكنه المساهمة في وحدة المسيحيين، وسيساعد الكنيسة الكاثوليكية، بحسب أمنية يوحنا بولس الثاني، على إيجاد ممارسة لكلّ أسقف تتناسب مع كلّ وضع جديد، بدون أن يعدل عن رسالته الأساسيّة”.