“كيف نحبّ؟ إنّ يسوع ينظر إلى أصغر عمل حبّ، وأصغر عمل نابع من الإرادة الصالحة”: هذا ما أشار إليه البابا فرنسيس صباح اليوم خلال عظته التي ألقاها من دار القديسة مارتا، بحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
في التفاصيل، تأمّل الحبر الأعظم بمقطع الإنجيل الذي يسامح فيه يسوع المرأة الخاطئة: “خطاياها الكثيرة غُفرت بما أنّها أظهرت الكثير من الحبّ”. وهنا تساءل البابا: “كيف نحبّ؟” ليأتي الجواب: “إنّ يسوع ينظر إلى أصغر عمل حبّ أي العمل النابع من الإرادة الصالحة، فيأخذه ويجعله يتقدّم. هذه هي رحمة يسوع: إنّه يسامح دائماً ويستقبلنا دائماً”.
وتابع البابا عظته قائلاً: “يتمتّع واضعو الشريعة بتصرّفات يلجأ إليها غالباً الخبثاء: يتظاهرون بالغضب ويقولون “انظر إلى هذه الفضيحة! لا يمكننا العيش هكذا! لقد فقدنا القيم… أصبح الآن يحقّ للجميع بالدخول إلى الكنيسة، والمطلّقين أيضاً. أين أصبحنا؟”
وهذا ما أسمّيه فضيحة الخبثاء… إنّه خبث “الصالحين والطاهرين” ومَن يعتقدون أنفسهم مخلّصين عبر مِهنهم الخارجيّة. إنّهم يعجزون عن لقاء الحبّ لأنّ قلوبهم مغلقة”.
في السياق عينه، أشار الأب الأقدس إلى أنّ الكنيسة على مرّ التاريخ تعرّضت للاضطهاد من قبل الخبثاء، “من الداخل كما من الخارج”: “إنّ الخاطئين الذين تابوا لا ينفعون الشيطان لأنّهم ينظرون إلى الرب ويقولون: “يا رب، أنا خاطىء، ساعدني”. وهنا، يكون الشيطان عاجزاً، لكنّه يكون قويّاً مع الخبثاء! إنّه قويّ ويستغلّهم للقضاء على الآخرين، لأنّه كاذب: يُظهر نفسه أميراً وسيماً قوياً، فيما هو في الواقع مجرم قاتل”.
وبالنسبة إلى الحبر الأعظم، هذا المقطع من الإنجيل يُظهر لنا “الحوار بين الحب الكبير الذي يسامح كلّ شيء، أي حبّ يسوع، وحبّنا الذي هو حبّ غير كامل لأنّه ما من أحد منّا مُطوّب”.
وختم البابا عظته بدعوة الجميع إلى أن يكونوا “رحماء مثل يسوع”، وألّا يدينوا الآخرين، مُصرّاً على إبقاء “يسوع في الوسط” دائماً.