“لا تخافوا أن تقرّروا اتّباع يسوع واعتناق قضيّته، قضيّة الإنجيل”: تلك كانت دعوة البابا فرنسيس لعشرات آلاف الشباب الذين التقاهم يوم السبت 22 أيلول أمام كاتدرائية فيلنيوس في ليتوانيا، بحسب ما ورد في مقال أعدّته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
وقد حصل هذا اللقاء مع الشباب بوجود لوحة “يسوع الرحمة” التي رسمها أوجينيوس كازيميروسكي عام 1934 في فيلنيوس تحت إدارة القديسة فوستين كوالسكا التي كان يرافقها الطوباوي ميشال سوبوكو مرشدها الروحي بسرية تامة، مع العِلم أنّ اللوحة لا تفارق كنيسة الثالوث الأقدس التي أصبحت مزار الرحمة في فيلنيوس.
بعد أن صلّى الأب الأقدس أمام اللوحة، أصغى إلى شهادتَي حياة مونيكا وجوناس، ثمّ قبّلهما وهنّأ الشباب الذين رتّلوا ورقصوا، داعياً الجميع إلى الوثوق بالمسيح، كما هو مكتوب على اللوحة “يا يسوع أنا أثق بك”. وقال البابا: في الواقع، لن يترك يسوع أبداً سفينة حياتنا، وهو سيبقى على مفترق طرقنا، ولن يكفّ عن إعادة قولبتنا حتّى ولو قرّرنا نحن القضاء على أنفسنا. إنّ يسوع يمنحنا أوقاتاً طويلة وكريمة حيث هناك مكان للإخفاق… وهناك كثر قد يرغبون بتلويث حقول طموحكم لكن إن قدّمنا حياتنا للرب، فإنّ البذرة الجيّدة هي التي ستفوز”.
وأضاف قائلاً: “أودّ أن أطلب إليكم ألّا تنسوا جذور شعبكم. تذكّروا الماضي وتكلّموا مع كبار السنّ، فالأمر ليس مُمِلّاً. ابحثوا عن كبار السنّ وليخبروكم عن جذور شعبكم وعن الأفراح والأحزان والقيم… وهكذا، ستجعلون شعبكم يتقدّم وسيكون تاريخكم مثمراً أكثر. إن أردتم شعباً عظيماً وحرّاً، الجأوا إلى جذور الذاكرة واجعلوا شعبكم يتقدّم”.
ومع انتهاء اللقاء، دعا رئيس الأساقفة المونسنيور غروساس الشباب إلى الصلاة لأجل البابا (كما يطلب بذاته دائماً)، فمدّوا جميعاً أيديهم نحو الأب الأقدس (كمن يحلف) وصلّوا على نيّته.