“لم تتحرّروا لينتهي بكم الأمر عبيد الاستهلاكية والفردية والتعطّش للسلطة أو الهيمنة”: هذا ما حثّ عليه البابا فرنسيس المؤمنين في نهاية رحلته إلى إستونيا البارحة في 25 أيلول 2018، داعياً الجميع إلى اختيار القداسة وقائلاً: “علينا التغلّب على الخوف والتخلّي عن الفسحات الآمنة”.
في التفاصيل، وبحسب ما ورد في مقال أعدّته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، كانت المرحلة الأخيرة من زيارة البابا إلى إستونيا ذبيحة إلهية احتفل بها في ساحة الحرية في تالين، العاصمة الإستونية. وفي عظته التي ألقاها على مسامع الحاضرين، أكّد الأب الأقدس أنّ الله يريد أن يكون شعبه “حرّاً”: “عندما نقول إننا مسيحيّون ونعتنق أسلوب حياة المسيحيّة، إنّما نفعل ذلك بدون ضغوط، وبدون مقايضة مع الله، أي بدون أن نفعل شيئاً إن فعل الله شيئاً لنا!”
وتابع قائلاً: “يعتبر البعض أنفسهم أحراراً عندما يعيشون بدون الله أو منفصلين عنه. ولا يدركون أنّهم بهذه الطريقة، يعيشون حياتهم كيتامى بدون منزل يرجعون إليه. وحده الله يمكنه أن يُشبعنا، وهو مَن يحوّل كلّ شيء بقوّته وإبداعه اللامتناهيَين… وكوننا مختارين لا يعني أننا فريدون، بل نحن القسم الصغير الذي عليه أن يُخمّر الباقين والذي لا يعتبر نفسه أفضل من غيره… علينا الخروج
بهدف تعزيز العلاقة مع الله وتسهيلها، وتعزيز لقاء حبّ مع من يصرخ “تعالوا إليّ”…”
وختم البابا عظته قائلاً: “نحن بحاجة إلى أن نتوقّف أمام الآخر كلّما كان الأمر ضرورياً… وعلينا أن نمدّ يدنا للآخر لنساعده على النهوض”.