مع نهاية المقابلة العامة مع المؤمنين من ساحة القدّيس بطرس البارحة، أعلن البابا فرنسيس عن إصداره رسالة موجّهة لكاثوليك الصين والكنيسة الجامعة لشرح معنى الاتفاقية حول تسمية الأساقفة في الصين، والتي تمّ توقيعها بتاريخ 22 أيلول 2018.
وبحسب ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، كان الأب الأقدس قد تطرّق إلى هذا الموضوع أيضاً بتاريخ 25 أيلول مع الصحافيين على متن الطائرة التي أقلّته من ليتونيا للعودة إلى روما.
أمّا في الرسالة بحدّ ذاتها، فقد أشار الأب الأقدس إلى مسار الاتصالات الطويل والذي كان ضرورياً للتوصّل إلى الاتفاقية، لأجل خير المجتمع الكاثوليكي في الصين بل المجتمع برمّته. كما وقال إنّ “الحوار الذي جرى، أدّى إلى تعاون إيجابيّ بين الكرسي الرسولي والسلطات الصينية”.
في السياق عينه، وبالنسبة إلى الأب الأقدس، تهدف هذه الاتفاقية إلى الشفاء والشركة والتبشير: “ضمن روح الاتفاقية، قرّرت أن أوجّه رسالة إلى كاثوليك الصين والكنيسة جمعاء، رسالة تشجيع أخويّ. وآمل أن يكون ممكناً البدء بحقبة جديدة في الصين، للمساعدة على شفاء جروح الماضي وإعادة الشركة التامّة مع الكاثوليك الصينيين، والالتزام المتجدّد بإعلان الإنجيل”.
كما ودعا الحبر الأعظم في رسالته الكنيسة برمّتها إلى إظهار تضامنها مع كاثوليك الصين عبر الصلاة والصداقة، قائلاً إنّه لدينا “مهمّة كبيرة”: “نحن مدعوّون إلى مرافقة إخوتنا وأخواتنا الصينيين عبر الصلاة بحرارة والصداقة الأخويّة. إنّهم يعرفون أنّهم ليسوا لوحدهم، وأنّ الكنيسة برمّتها تصلّي معهم ولأجلهم. نحن نطلب من العذراء أمّ الرجاء ومعونة المسيحيين أن تبارك كاثوليك الصين وشعب الصين برمّته وتحميه”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ “معونة المسيحيين” هو التعبير الذي يستعمله الصينيّون لطلب شفاعة العذراء في مزار شيشان قرب شانغهاي.
من ناحية أخرى، وعلى متن طائرة العودة من إستونيا إلى روما، أجاب الأب الأقدس عن أسئلة الصحافيين بشأن الموضوع، مشيراً إلى أنّه أصبح يسيطر على تسمية الأساقفة في الصين الشعبيّة.
كما وأشار البابا إلى “حكمة” الاتّفاقية، قائلاً إنّه علِم بالانتقادات الصادرة والقائلة “إنّ الفاتيكان باع الكنيسة في بيكين”، مؤكّداً أنّه “وقّع الاتفاقية بنفسه وأنّه المسؤول”، طالباً الصلاة على نيّة مَن لم يفهموا جوهر الموضوع. ثمّ أضاف: “في كلّ اتّفاقية سلام، كلّ من الطرفَين يخسر شيئاً ما… ومع ذلك، البابا هو مَن يُسمّي الأساقفة الصينيين”.
ولم ينسَ الحبر الأعظم أن يمدح صبر وحكمة مفاوضي الفاتيكان، “من الكاردينال بارولين إلى المونسنيور تشيلي والأب روتا غراتسيوزي”، مُؤكّداً أنّهم قيّموا جميع ملفّات الأساقفة الذين لم يكونوا قد حصلوا بعد على الموافقة البابوية.
ثمّ كشف الأب الأقدس أنّ رسالة وجّهها المؤمنون الصينيون له للتعبير عن تضامنهم معه كانت بمثابة “الإشارة” التي ينتظرها.
نشير هنا أيضاً إلى أنّ البابا بندكتس السادس عشر كان قد أسّس “يوم الصلاة للكنيسة في الصين” في 24 أيار 2007 ضمن رسالته إلى كاثوليك الصين.