“شعرتُ بالرعب ممّا جعلني أفكّر في القساوة”: على متن طائرة العودة من ليتوانيا إلى روما، تطرّق البابا فرنسيس إلى شهادة ليتوانيا على يد الديكتاتوريات المختلفة وإلى معاناة بلدان البلطيق، وذلك ضمن المؤتمر الصحفي الذي عقده، بحسب ما ورد في مقال أعدّته أوسيان لوغال من القسم الفرنسي في زينيت.
في التفاصيل، تكلّم الأب الأقدس عن مجزرة اليهود تحت ظلّ نظام النازيّة وعمليّات التعذيب التي مارسها، مشيراً إلى أنّ قصّة بلدان البلطيق هي قصّة غزو وديكتاتورية وجرائم ونزوح.
كما وتكلّم عن زيارته إلى “المتحف” الذي اعتبره سجناً، خاصّة وأنّه رأى زنزانات لا يمكن للإنسان أن يستدير فيها، بل عليه الاكتفاء بالوقوف فحسب! وأضاف أمام الصحافيين قائلاً: “رأيت أمكنة تعذيب المساجين عراة في الصقيع… ودخلت إلى قاعة الإعدام الكبيرة حيث كان يُقتل المساجين بضربة على الرقبة، ثمّ كان يتمّ وضعهم في شاحنة تمهيداً لرميهم في الغابة… كم رأيت من أشياء في ليتوانيا! ثمّ زرت حيّ اليهود حيث قُتل الآلاف منهم، كما وتوجّهت إلى نصب تذكاري لتخليد ذكرى من قُتلوا وعُذّبوا ورُحِّلوا. وذاك اليوم، أقول ذلك بصراحة، شعرت بالرعب، وهذا ما جعلني أفكّر بالقسوة والظلم… وحتّى مع مرور الوقت، لم ينتهِ هذا الظلم. ففي العديد من الأمكنة، ما زال يُمارَس هذا النوع من التعذيب، كما شهدنا في السنوات الأخيرة ما حصل على يد داعش، كحرق وذبح للأحياء! وأودّ أن أنقل هذه الرسالة: هذه فضيحة. إنها فضيحة خطيرة لحضارتنا ومجتمعنا”.
في السياق عينه، تكلّم الحبر الأعظم عن حقد الدين (الخاص بالنظام السابق)، والعديد ممّن ظُلِموا لأنّهم دافعوا عن ديانتهم وهويّتهم، مشيراً إلى أنّ الإيمان في البلدان الثلاثة قويّ للغاية.
من ناحية أخرى، تكلّم البابا ضمن المؤتمر الصحفي أيضاً عن وجود “مسكونيّة حقيقيّة” بين المسيحيين اللوثريّين والمعمدانيّين والأنجليكان والأرثوذكس، كما وقال إنّه لاحظ وجود ظاهرة نقل الثقافة والإيمان خاصّة من قبل الأجداد الذين نجحوا في فعل ذلك.