“إنّ زمن المجيء وقت تطهير وتنقية، كي لا يصبح الميلاد عيداً دنيويّاً”: هذا ما شرحه البابا فرنسيس صباح اليوم خلال عظته التي ألقاها من دار القديسة مارتا، بحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
في التفاصيل، وغداة الدخول ليتورجيّاً في زمن المجيء، تأمّل الأب الأقدس بهذا الزمن الذي هو مناسبة “لتنقية الروح بهدف تنمية الإيمان”. وقال: “إنّ المسيحيّ يعتاد أحياناً على الإيمان، وينسى حيويّته، لأننا عندما نعتاد عليه نفقد قوّة الإيمان، أي تجدّده… ولزمن المجيء ثلاثة أبعاد: الماضي والحاضر والمستقبل. إنّه بداية تنقية الذاكرة… ليست شجرة العيد التي وُلدت، بل يسوع المسيح الرب والمخلّص الذي أتى ليُنقذنا. ونحن نواجه دائماً خطر وميل جعل الميلاد دنيويّاً، عندما يتوقّف الميلاد عن كونه تأمّلاً وعيداً عائليّاً جميلاً مع يسوع في وسطه، فيبدأ يصبح عيداً دنيويّاً لشراء الأغراض والهدايا وكلّ ما يتبع… فيبقى الرب هنا منسيّاً!”
وتابع الحبر الأعظم شرحه قائلاً: “إنّ زمن المجيء يساعد أيضاً على “تنقية الرجاء” والاستعداد للّقاء النهائي مع الرب، لأنّ هذا الرب الذي أتى إلى هنا سيعود. سيعود! وسيعود ليسألنا “كيف مرّت حياتك؟” وسيكون اللقاء بيننا وبينه لقاء شخصيّاً. أمّا اللقاء الشخصيّ مع الرب اليوم فنحصل عليه عبر الإفخارستيا، ويمكننا أن نحظى بلقاء شخصيّ مع الميلاد الذي حصل منذ ألفي عام… لكن عندما يعود الرب، سنحظى بهذا اللقاء الشخصيّ”.
ثمّ ختم البابا عظته بالبُعد الثالث للميلاد قائلاً: “إنّ البُعد الثالث هو الأكثر شيوعاً يوميّاً: تنقية السهر. إنّ السهر والصلاة كلمتان لزمن المجيء، لأنّ الرب أتى في القصّة إلى بيت لحم. وسيأتي في نهاية العالم، كما سيأتي عند نهاية حياة كلّ منّا. وبانتظار ذلك، إنّه يأتي كلّ يوم وفي كلّ لحظة إلى قلبنا عبر وحي الروح القدس”.