“على شبيبة اليوم أن يكونوا متجذرين!” هذا ما أكّده البابا فرنسيس متوجّهًا إلى الشبيبة في الحوار الذي أجراه مع مرشد سجن بادوفا في الحلقة الثامنة من برنامج Ave Maria. وقال: “مريم لم تفقد يومًا جذورها. إنها ابنة إسرائيل وابنة أورشليم. لطالما كانت أمينة لجذورها ولكنها ذهبت أيضًا إلى أبعد. في الحياة، لا يمكنكم أن تذهبوا إلى الأبعد إن لم تتعلّقوا بالجذور”.
تأمّل البابا هذه المرّة بعبارة “الآن وفي ساعة موتنا آمين” ووجّه تحيّة إلى الشبيبة متحدّثًا عن شعورهم بالوحدة والتخلّي: “نحن أيضًا مذنبون لأنّنا بثقافتنا واقتراحاتنا قد دفعنا شبيبتنا إلى التخلّي عن جذورهم. لقد أنشأنا لهم ثقافة من دون طابع ملموس، “ثقافة سائلة” مثلما تعبّر عنها الفلسفة. ربما باستطاعتي أن أقول “غازية” أيضًا. أظنّ أنّ ثقافتنا هي مذنبة”.
في الواقع، تحدّث البابا أيضًا عن الانتحار وقال: “الانتحار هو إغلاق الباب بوجه الخلاص. إنما أنا مدرك أنه في الانتحار، لا توجد حريّة تامة. هذا ما قاله خوري آرس للأرملة يوم انتحر زوجها راميًا نفسه من الجسر إلى النهر. وقال: “يا سيّدتي، بين الجسر والنهر، توجد رحمة الله. أظنّ أنّ الحريّة ليست تامّة في الانتحار. إنه رأي خاص وليس عقائديًا”.
ثم عن عبارة “السلام عليك يا مريم”، قال البابا بإنّ “الوهم من الموت هو خطيئة”. وبأنّ عبارة “السلام عليك يا مريم” تبدأ بالحقيقة الكبيرة للخلاص وهي تنتهي بالحقيقة الكبيرة للظرف البشري. ثمرة الخطيئة. الدخول إلى العالم وفي داخلنا حسد الشيطان.
هذا وذكر البابا تمرين “الميتة الصالحة” الذي يقوم به الإكليريكيون والذي يقضي بالاستعداد روحيًا ليوم مماتنا. وفسّر البابا لدون ماركو بوزا قائلاً: “لقد قمتُ بذلك” ومحدّدًا بأنّ الهدف هو “الاعتياد على فكرة بأننا سنموت. وكان يوجد أيضًا تمرين روحي وهو التفكير بموتنا الخاص.
وأضاف البابا: “عند الموت، يجب أن أسأل مريم أن تبقى إلى جانبي وأن تمنحني السلام”.