La Force de la vocation @ EdB

قوّة الدعوة: الجهل هو مملكة الشيطان

التعليم يوصل إلى النصر

Share this Entry

“إنّ الجهل هو مملكة الشيطان. أقول الأمور كما أؤمن بها. الشيطان يُظهر ذاته دائماً في الظلام. وحيث هناك جهل، هناك ظلام وانعدام للنور والوضوح. إنّ التعليم وإضفاء النور على وضع مماثل يعني تنمية الخير في الإنسان وجعل الشيطان يهرب”: البابا فرنسيس، الذي يتمسّك بالثقافة إلى درجة أنّ مؤسسة “سكولاس أوكورانتس” أصبحت “حبريّة”، يشجب الجهل بقوّة، وذلك في كتابه حول الحياة المكرّسة: “قوّة الدعوة. الحياة المكرّسة اليوم”.

في التفاصيل، بحسب ما كتبته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، يكرّم الأب الأقدس في الكتاب الجماعات الدينيّة التي تكرّست (منذ قرون بالنسبة إلى بعضها) لتعليم الأولاد والشباب. ويعترف بصعوبة تسليم زمام الأمور للعلمانيّين، بالنسبة إلى بعض الجماعات، عندما لا تعود تلك الأخيرة تتحلّى بالقوى اللازمة لإدارة المدارس، إلّا أنّه يشير إلى أهمية “التمييز”، والتمييز معاً في الأبرشيّات مثلاً، مع الأسقف والعلمانيّين المعنيّين: إنها رسالة وتمييز “بالشراكة”.

“أؤمن كثيراً بوجود الشيطان”

في السياق عينه، أشار البابا في الكتاب إلى كون الثقافة مقرّاً للمعركة الروحية، مُقدِّماً صفحات حول معركة المسيحيّ ليختار باستمرار الطيبة والحقيقة والجمال التي يمكن لكلّ معمّد أن يجعلها تُثمر، وليس فقط المكرّسين أو المعلِّمين.

كما وكرّر الحبر الأعظم التشديد على الضرورة الإنسانية والروحية للثقافة، لا بل كشف عن فخّ روحيّ مؤكّداً بصراحة وقائلاً: “أنا لا أؤمن فقط بوجود الشيطان، بل أؤمن أنّه موجود وهو بغاية الحركة والنشاط. وأؤمن أنّه كلّما ازداد الجهل، كان الشيطان مرتاحاً… لأنّه يعمل في ظلّ الخداع والجهل، وعندما نبتعد عن النور وعن الحقيقة”.

الثقافة والتعليم، مقرّا المعركة

بالنسبة إلى البابا، تقع هذه المعركة في قلب الثقافة والتعليم: “لهذا أجد أنّ الحدود الوجودية للثقافة والتعليم بغاية الأهمية. يجب تقدير هذا كلّه في معنى الآخرة، أي النضال بين الخير والشرّ. لكنّ وجهة النظر “فائزة” لأنّ التعليم والتثقيف يعني الفوز دائماً. إنّ الحقيقة والطيبة والجمال تأتي من الله. والفوز فيها كلّها يعني الفوز لأجل الله”.

وحذّر البابا من أنّ مَن لا يكبر وينمو ويتعلّم ويُحسّن قدرات الطيبة والحقيقة والجمال لديه، إنّما يُعرّض نفسه للخطر ويفتح باباً للشيطان.

ثمّ ذكّر البابا في كتابه بكيفيّة فهم تعليم الشباب بدون جعلهم آلة تخزّن المعلومات: “يجب دائماً فهم التعليم بشكل صحيح، لأنّ التعليم الأصيل يجب أن يحافظ على التوازن بين لغة الروح ولغة القلب ولغة اليدين”. إنّ هذا التفاعل بين الرأس والقلب واليدين أساسيّ في رؤية البابا فرنسيس لتعليم الأولاد والشباب: “يجب التفكير في ما نشعر به وما نفعله، ويجب أن نشعر في ما نفكّر به وما نفعله، ويجب أن نفعل ما نشعر به وما نفكّر فيه”.

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير